تحقيقات وتقارير

السفر الدائري .. الجحيم القادم مع محك العيد !!

[JUSTIFY]يدور جدل كبير داخل غرفة أصحاب البصات الكيان الذي ينظم عملهم، حول القرار الذي يلزم جميع البصات بنظام المداورة، فمنهم من يري أن القرار مجحف وغير عادل، ومنهم من يعتبره سليماً وينصب في مصلحة المسافرين والطريق وتفادي الازدحام، ولكن هناك من يري أن كل هذه حجج فارغة، والمهم في الموضوع هل يمكن تطبيق ذلك القرار مع العلم أنه قد طبق من قبل في عام 2010م ولم يستمر الا شهرين وبعدها فشل؟ وهل هو في صالح المسافر وهل يتقبل المواطنون ذلك القرار أم يكون ذلك القرار مجرد حبر علي ورق.

مناهضون للقرار
سمير وهو صاحب شركة سمراوي الشمال قال: «إن هذا القرار مجحف وغير عادل، ونحن كأصحاب شركات عاملة في هذا المجال لا نقبل بمثل تلك القرارات غير المدروسة وغير العادلة.. فليس من الطبيعي أن تتم مساواتي ونحن نقدم أفضل الخدمات ونمتلك أحدث الموديلات من البصات بشركة لها بصات متهالكة وغير آمنة حتى يجدون فرصة، وهم بذلك القرار يجبرون المواطنين على ركوب تلك البصات القديمة وليست بها خدمات، فنحن في النهاية في سوق يقبل المنافسة العادلة، وإذا كانوا يريدون المنافسة وجذب المسافرين عليهم تقديم الأفضل وليس التحايل بمثل تلك القرارات وإجبارنا على الخسارة، فذلك القرار يعرض الكثير من الشركات للخسارة، ويمكن أن يفلس بها، في حين أن أصحاب البصات القديمة يكسبون دون وجه حق، فلو كانت النسبة بسيطة والتوزيع عادلاً كنا قبلنا، ولكن بنظام «السبحة» وهو منح الأولوية للبصات من الدرجة الثانية للعمل ويقف بص من الدرجة الأولى ينتظر.

أما محمد عبد الرحيم عمر صاحب شركة وحدة الشمال فإنه يرفض قرار المداورة جملة وتفصيلاً لأنه يخرج عن المنافسة الشريف بين الشركات، وقال: «لا يوجد عدل في مثل هذا القرار لأنه يتجاهل التزامات الشركات تجاه المسافرين وتجاه العاملين بها، ولا يراعي الجهد الذى تبذله تلك الشركات في تقديم أفضل الخدمات والمديونيات الكبيرة عليها، وهو بسبب تقديم خدمات أفضل، فأنا لدي شيكات والتزامات تجاه الكثير من الجهات، وكل هذا متوقف على عمل تلك البصات، وعندما يجبروني على التوقف فهذا يعتبر من الضرر وليس تنظيماً، فهل من المعقول أن يتم التساوي بين بص آخر موديل ثمنه مليار ونصف المليار جنيه دفعت نصفها والبقية تدفع علي شكل دفعات، ويستطيع العمل بطاقته القصوى وبه أفضل المعينات، بآخر تم شراؤه مستعملاً وبه الكثير من الاعطال، ويمكن أن يتعطل في أي مكان ويتسبب في تأخير المسافرين، وغير مريح في ثمن التذاكر! ويقدم علي الحديث.

ومحمد هو سائق بص تحدث عن قرار السفر بالمداورة قائلاً: هو لا يستند إلي أرضية صحيحة وفيه الكثير من السلبيات، فهو يوثر على السائقين من النواحي المادية، فكل سائق ينال حافزاًَ على كل سفرية، وعندما يجبر على الانتظار في صف وهو يمكنه أن يعمل وكسب رزقه، فذلك القرار همش كثيراً من السائقين.

آراء المواطنين
سارة عثمان قالت: هذا غير موضوعي فبأي حق يتم إجباري على السفر في بص لا يناسبني وأكون غير مرتاحة فيه، فكل شخص حر في أن يختار الوسيلة المناسبة له، ويجد فيها راحته وتتناسب مع إمكاناته المادية والجسدية.

وعبد الله «مواطن» قال: أنا لا أحب المجازفة وخاصة أني أسافر قبل العيد بساعات، ولذلك أختار البص الذي يوصلني في سلام وفي وقتي، فليس من العقل أن أجازف وأركب في بص قديم يمكن أن يتأخر لأي سبب أو يكون غير مريح، وأصل مرهقاً ويضيع علي فرحة العيد
قمر ويعمل في هذا المجال قال: هذا القرار لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع ألا أذا كانت كل البصات متساوية في كل شيء، ولكن بالوضع الراهن لا يمكن أن ينزل علي أرض الواقع وأن حدث ذلك سوف يحدث الكثير من المشكلات ويكون هناك ازدحام وتجمهر لأن الكثيرين سوف يرفضون الذهاب في رحلاتهم وانتظار دور البصات الحديثة والجيدة.

المدافعون عن القرار
عبد الرحيم قال إن هذا القرار سوف يقلل كثيراً من الازدحام والاحتكار، فكثير من الشركات لديها حجوزات كثيرة في الانتظار، في حين يمكن ان ينتقل هؤلاد الذين في الانتظار عبر شركات أخرى، وهو كذلك يساوي الفرص، فكثير من الشركات قد توسعت على حساب الشركات الصغيرة وسحبت من تحتها البساط، وبذلك القرار يجدون موضع قدم لهم.

حامد «بياع تذاكر» قال: هذا القرار قصد به محاربة التجارة بالتذاكر في السوق السوداء، وذلك من خلال توحيد قيمة التذاكر، وأيضاً أن الكثير من السماسرة يحاولون استغلال بحث المواطنين عن البصات الحديثة والسريعة التي عليها طلب كبير ببيع تذاكر بأسعار مضاعفة مقابل وجود مكان لهم فيها، فتلك الشركات تكون بها حجوزات، وإذا أراد الشخص السفر عبرها لا بد له من حجز مقعد له قبل مدة طويلة، ومعظم السودانيين يقطعون تذاكرهم وهم متجهون للسفر.

محمد الطاهر قال: هذا القرار حماية لأصحاب الشركات الصغيرة وتوفير فرص لهم لكسب القليل، فأصحاب الشركات الكبيرة أصابهم الجشع وأصبحوا يريدون السيطرة على السوق كله، وعدم توفير أية فرصة لأي شخص يريد الاستثمار وجعل السوق للكبار فقط.

صحيفة الإنتباهة
صديق علي
[/JUSTIFY]