تحقيقات وتقارير

صراع الإنتاج الزراعي… ووعود كاذبة

[JUSTIFY]لا يزال القطاع الزراعي يدور حول توقعات النجاح والفشل نتيجة للمعوقات التي تواجهه مع بداية كل موسم زراعي، ومعاناة المزارعين في كيفية حصولهم على المعينات الزراعية إضافة لتعرضهم لشراء تقاوي يكتشفون بعدها أنها مغشوشة وضعيفة الإنتاجية، وبالرغم من الوعود التي أطلقتها الجهات المعنية وعلى الخصوص بنك السودان المركزي لكنها لم تنفذ على أرض الواقع، الأمر الذي فاقم المشكلة حتى أصبحت مهددا رئيسا للموسم الحالي، ونافياً لما أملت عليه الحكومة في سعيها لزيادة الإنتاج الزراعي والنهوض بالقطاع ككل باعتباره الدرع الرئيس لمعاجة الاقتصاد.

ونجد ان هناك عددا من شكاوى المواطنين بولاية الجزيرة بقسم سرحان والهدى بمشروع الجزيرة من ضعف إنبات تقاوي الذرة الهجين أمريكية «الفا» وقالوا إن التقاوى لم تُنبت في 8 حواشات بقسم سرحان منذ بداية الموسم في منتصف شهر يونيو المنصرم، مبدين تخوفهم من فشل الموسم الزراعي الصيفي بسبب هذه التقاوى، فيما أشار مزارعون آخرون الى أن إنبات التقاوي محل الجدل يرجع الى أن بعضها «مسوِّس» داخل الجولات، وسبق أن كشف تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل عن أزمة عطش خانقة قال إنها ضربت مساحات واسعة من محصول الذرة بمشروع الجزيرة، في وقت اشتكي فيه المزارعون من ضعف التمويل والتقاوي الفاسدة، وقتها قال عضو تحالف المزارعين بقسم الهدى حسبو إبراهيم إن المزارعين يعانون من أزمة عطش واسعة ضربت المساحات المزروعة بمحصول الذرة في الموسم الحالي، بجانب محصول الفول السوداني الذي أكلته الفئران بسبب غياب مياه الري.

وتابع «ما في موية وما في تمويل والتقاوي غالية وفاسدة»، مشيرا إلى ان الموسم الحالي سيكون أسوا من الموسم الماضي اذا كانت هذه بداياته ومؤشراته المقلقة، وقال حسبو ان أوضاع المزارعين كارثية وليست هناك جهة يشتكون لها، ويقول الأمين العام لاتحاد المزارعين عبد الحميد مختار خلال حديثه لـ«الإنتباهة»: يواجه الموسم الزراعي الحالي عدداً من المهددات أهمها عدم التزام الجهات المسؤولة بالمصفوفة المتفق عليها، مشيرا إلى ان بنك السودان المركزي لم يف بالتزاماته أمام اللجنة العليا بما يتعلق بالتمويل وأرجع عبد الحميد مسؤولية عدم تطابق تقاوي الذرة وغيرها من التقاوي المحسنة الأخرى الى الشركات الخاصة وقال«عندنا عجز في التقاوي المحسنة بنسبة 70 إلى 75%» نحاول التغطية بالتقاوي الأخرى، وأضاف أن توفير التقاوي المحسنة يحتاج من الشركات إلى بذل كثير من المساعي لتحقيق زيادة الإنتاج، لافتا إلى ان البنك الزراعي وفر مبلغاً لا يتجاوز 500 ألف بدلا من ان يوفر تمويلا أكثر من 3 ملايين حتى تتم زراعة المساحة المستهدفة بواسطة الحزم التقنية لزيادة الإنتاج، مؤكدا وجود شح في المعينات الآلية والتمويل، وطالب عبد الحميد من البنك المركزي الإيفاء بالالتزامات التي أطلقها أمام الرئاسة بتوفيره كل المدخلات الزراعية وتمويل مساحة قدرها ثلاثة ونصف مليون فدان الى 10 ملايين الأمر الذي يتطلب تمويلا إضافيا.

وقال أن لم يتحقق ذلك سوف يؤثر تأثيرا سلبيا على الموسم الزراعي الحالي، بينما كشف ممثل اتحاد المزارعين بالقضارف والاتحاد العام لمزارعي السودان حسن زروق لـ«الإنتباهة» عن وجود شح في التقاوي بالقضارف يعاني منه صغار المزارعين إضافة الى قلة التمويل وتوفير المعينات الزراعية لهم، لافتا لى ان أكثر من مليوني فدان تعاني من مشكلة التقاوي الأمر الذي يؤثر سلبا على على الموسم الحالي، مشيرا إلى أن البنك الزراعي قدم تمويلا لم يشمل كل المزارعين.

وتوقع زروق ان يكون إنتاجية الموسم الحالي افضل من سابقة نتيجة الدعم الذي قدم من الجهات المسؤولة للمزارعين. وتذمر عدد من مزارعي ولاية نهرالنيل في حديثهم مع «الإنتباهة» لوجود معوقات ومشاكل كبيرة متعلقة بالمساعدات الزراعية وارتفاع أسعارها، وقال احدهم ان المجال الزراعي أصبح خصما على دخلنا ومعيشتنا بدلا من أن يكون أضافه لنا نتيجة السياسات الخاطئة، لافتا الى الخسارة التي إصابتهم خلال الموسم المنصرم، وقال تكمن خسارتنا في عدم فتح أبواب ومنافذ لتسويق الإنتاج.

وأضاف أن أكبر مشكلة تواجهنا هي انتشار التقاوي الفاسدة والمغشوشة في الأسواق، ولام على هيئة المواصفات والمقاييس غيابها التام عن كشف عدم تطابق مواصفات التقاوي الموجودة بالسوق، وطالبوا بالتدخل السريع لإزالة هذه العقبات التي تعيق عملهم وتعثر الموسم الصيفي.

صحيفة الانتباهة
نجلاء عباس
ت.إ[/JUSTIFY]