غندور والإمارات … الشائعة الخطأ في مواجهة الرجل الخطأ!

بالتأكيد كانت هنالك ماكينة إشاعات إبان الأحداث التي اجتاحت الخرطوم خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الجاري … هذه الماكينة في تقديري كان يديرها (هواة) غير محترفين لأن بعض الشائعات ركيكة وسيئة الصناعة للغاية … عفوا بسبب تخصصنا في الإعلام نستطيع أن نميز بين الشائعات الجيدة والشائعات الضعيفة … وإن كانت كل الشائعات عمل غير أخلاقي ولا يقوم به صحفيون مهنيون يحترمون أنفسهم.
من الشائعات الركيكة رديئة الصنع ما تناقلته مواقع إسفيرية أن البروفيسور إبراهيم غندور أمين العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في السودان) ورئيس اتحاد العمال أساء لدول الخليج أو بالتحديد شيوخ الخليج … وكانت الشائعة في إطار حملة منظمة ومصاحبة للأحداث تريد أن تقنع الرأي العام السوداني أن هنالك ثورة سودانية تشبه ثورة 30 يونيو في مصر وأنها تحظى بتأييد إماراتي سعودي … وما إلى ذلك مما نفته وزارة الخارجية السودانية وأكدت على متانة العلاقات السودانية الخليجية. ومزج بعضهم بين موقف قناتي العربية وسكاي نيوز وموقف الدولة المستضيفة لهذه القنوات أو المالكة لها … وهذا ربط معقد ولا علاقة له بأحداث سبتمبر ولكن بقضايا أخرى نذكرها في حينها ولكن من باب الإنصاف من المؤكد أن قناة سكاي نيوز “ومقرها أبو ظبي” كانت تؤدي دورا مهنيا راقيا إبان الأزمة المصرية وكانت هي والبي بي سي ملاذنا لمعرفة الوضع على حقيقته. أما العربية فقد جافت الدرب المهني في قضايا كثيرة منذ زمان طويل وهي ضعيفة التأثير والشعبية في السودان!
فيما يتعلق بالبروف غندور فالشائعة التي استهدفته كانت قمة في الركاكة لأنها زعمت أنه قال هذا الكلام في حسابه على “تويتر” والبروف لا يمتلك حسابا على تويتر بالإضافة إلى أن السودانيين أصلا لا يفضلون تويتر وقليل جدا أن تجدهم يغردون!
البروف غندور من أعف الألسنة السياسية السودانية ومن أكثر السياسيين حنكة وبلاغة … وكل الصحفيين السودانيين حتى المعارضين … كانوا يرددون بعد قراءة هذه الشائعة على الإسفير أن هذه مجرد إشاعة لأن غندور لم يعرف عنه قط أن وجه إساءة لأي أحد.
وفي لقاء مع مراسل أجنبي أقام في السودان قرابة الأربع سنوات قلت له دعك من هذه الشائعة … خلال تواجدك في السودان اذكر لي إساءة واحدة قالها غندور لأي شخص ولو كان هذا الشخص ياسر عرمان؛ خصم غندور على مائدة التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال.!
قال لي لا يوجد من الأساس. قلت له هذا ردي إذا كان هنالك سؤال وأضيف إليه تحديا مفتوحا يشمل نحوا من أربعين سنة قضاها غندور في السياسة منذ زمان الجامعة وحتى الآن “لم نسمع ولا إساءة واحدة”. فقال لي لا يوجد سؤال صحفي من الأساس ولكنني أتساءل لماذا استهدفت هذه الشائعة غندور. قلت لأنه من صنع “هاوي” وليس مروج محترف للشائعات…. أنا مصر على هذا التفسير!
غندور من القلائل الذين يتمتعون بشعبية هائلة في جنوب السودان. ظل صديقا لهم واجتهد في بناء النقابات العمالية هناك. وذرف الدموع في لقاء الفراق. وهو ذو شخصية سياسية راقية ومزاج معتدل وبرود يضاهي صقيع سيبريا. لذلك كانت الشائعة في مواجهته بمثابة مؤشر على ضعف وركاكة الجبهة المواجهة للمؤتمر الوطني.
[/JUSTIFY][/SIZE]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني


