مصطفى أبو العزائم

من يفتح الباب لطارق الخير..؟


[JUSTIFY]
من يفتح الباب لطارق الخير..؟

ونحن في هذه الأيام الطيبة المباركة، وفي أحد مواسم الخير المتجدد في حياة المسلم، والمتمثل في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، التي جاء ذكرها في القرآن الكريم أكثر من مرة، تارة كـ«أيام معلومات»، مثلما جاء في الآيتين « 27-28» من سورة الحج، أو مثلما جاء في الآيتين الأولى والثانية من سورة ا لفجر «و الفجر وليالٍ عشر»، وقد أورد الإمام الطبري – رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية قوله: «وقوله.. وليالٍ عشر» هي ليالي عشر ذي الحجة لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه».

في هذه الأيام الطيبة، كثيراً ما يطرق الخير أبوابنا فلا ننتبه، وكثيراً ما تمر رواحل الجنة أمامنا وتحت بصرنا فلا نكترث، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :« ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام.. قالوا: يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» أبو داؤود.

وأحاديث كثيرة تبين فضل عمل الخير في هذه الأيام المباركة، ليتنا انتبهنا وسعينا لعمل الخير فيها.. وفيها يوم التروية الثامن من ذي الحجة، وفيها يوم عرفة الذي جمع فضائل عظيمة فكان يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المباهاة.

بالأمس تسلمت ملفاً كاملاً أحسب أنه من طارق أراد بنا – كلنا- خيراً، فالملف لفتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة عشر، من أسرة فقيرة، و والدها عامل بسيط، وقد امتحن الله هذه الأسرة بعمى مفاجئ أصاب ابنتها، وحرمها من مواصلة الدرس والتحصيل، وبعد فحوصات وتشخيص دقيق رأى الأطباء أن تسافر للعلاج في جمهورية مصر الشقيقة مع اثنين من مرافقيها، لمزيد من الاستقصاء والفحوصات والتحاليل، وإزالة الجسم الزجاجي والعدسة مع إجراء بعض التدخلات الجراحية الدقيقة المتخصصة حتى تستعيد الفتاة بصرها.

هكذا أوصى القمسيون الطبي المكون من أكبر وأمهر اختصاصيي طب العيون في السودان، وجاءت تكلفة العلاج – فقط- ستة آلاف وثمانية وخمسون دولاراً أمريكياً، تحوّل إلى رقم حساب خاص في القاهرة.. وهنا وقفت الأسرة حائرة عاجزة متألمة، ولم يتيسّر لها أن تجمع جزءاً قليلاً من المبلغ، فهو فوق الطاقة وأكبر من القدرات، اتجهت الأسرة إلى ديوان الزكاة الذي طلب إلى والد الفتاة أن يجمع ويوفر نصف المبلغ ليقدم له الديوان بعد ذلك مبلغ ألف دولار تحول للحساب الخاص بالعلاج في مصر.

بكى الأب، ولم تنقطع دموع الأم، وظل لسان الفتاة يلهج بحمد الله وشكره، رغم تأخر الحالة مع نزول دموع مستمرة قال لهم الأطباء إنها بداية لنفاد السائل الزجاجي بما يعني فقدان الأمل تماماً في علاج الفتاة المسكينة.

الفتاة «ش» لم ينقطع أملها في الله تعالى، لذلك كانت دائمة الابتسام وهي تردد:« قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» صدق الله العظيم.

الأمل والرجاء دفعا بالفتاة وأسرتها إلى أن يتجهوا نحو الخيرين من أهل الله عن طريق النشر، وقدموا الملف كاملاً، وقد نشرنا مجمل فحواه.. وها نحن ننبه إلى أن طارق الخير يقف خلف أبواب الاستجابة لهذه الأسرة الكريمة، ونثق كثيراً في أن أهل الخير كثر، وأن مشكلة هذه الفتاة ستجد الحل ، وأنها سوف تغادر للعلاج قريباً بإذن الله في هذه الأيام الطيبة المباركة.

اللهم يسّر أمرها واشرح صدرها، واشفها وعافها يارب العالمين.

آمين
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]