مصطفى أبو العزائم

«الإصلاحيون».. مذكرات.. ومبادرة


[JUSTIFY]
«الإصلاحيون».. مذكرات.. ومبادرة

الله سبحانه وتعالى وحده هو الثابت الذي لا يتغيّر، وقال عز وجل في الآية «62» من سورة الحج: «ذلك بأنّ الله هو الحق وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل، وأنّ الله هو العلي الكبير» صدق الله العظيم، والله سبحانه وتعالى هو مالك الملك المتصرف في خلقه بما يشاء، وكل ما سوى الله ـ عز وجل ـ يتغيّر، والله يُغيِّر ولا يتغيَّر، لذلك يقول أهل العلوم والمعارف إنّ الله لا يتغيّر من أجلكم، لكن يجب عليكم أن تتغيّروا أنتم من أجل الله.

نعم.. نحن الذين يحب أن نتغيّر من أجل الله، ولأن أكثر الناس لا يعقلون كان سبحانه وتعالى يجدّد رسله إلينا تذكيراً وترغيباً وتنشيطاً وتجديداً للإيمان، لذلك لم تنقطع دعوات الإصلاح من خلال الأنبياء والرسل المكرمين أو من خلال المفكرين أو الفلاسفة الإصلاحيين على مر الدهور والعصور.

لذلك لم أجد غرابة في «مذكرة» إصلاحيي المؤتمر الوطني، وإن كنت قد وجدت الغرابة في الأسلوب الذي اتبعه الموقعون عليها، وبعضهم من القيادات التي يشار إليها بالبنان وتشير بالبيان، فالأسلوب الذي اتبعه الموقعون على المذكرة هو أقرب لـ «تخوين» الغير، خاصة وأن ذلك «الغير» فوجيء بفحوى «المذكرة» من خلال الصحف وأجهزة الإعلام، أي إن «المذكرة» لم تعرض أصلاً على مكتب قيادي أو على رئيس المؤتمر الوطني، أو أيٍ من نائبيه، أو أيٍ من قيادات الحزب، وهذا قطعاً سيكون أمراً مستهجناً لدى القيادات وغيرها، وسيكون مستهجناً داخل أي حزب يحدث فيه مثل ذلك الذي حدث،لأن طريقة عرض «المذكرة» كانت تجاوزاً بل قفزاً من فوق أسوار المؤسسية.

الأفكار والرؤى المطروحة قد تكون مقنعة ومهمة وضرورية، لكن كل ذلك هزمته طريقة العرض، التي أرى أنها ستقود إلى محاسبات تقود إلى شقاق جديد، لا يحتمله المؤتمر الوطني، ولا تحتمله البلاد.

أعلم علم اليقين أن هناك «مبادرة إصلاحية» جديدة، يقودها نفر كريم وقيادات تمثل مختلف التيارات الدينية، تدعو إلى إصلاحات في شتى جوانب الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإعلامية، لكن قادة «المبادرة» الجديدة وهم ليسوا من قيادات أو كوادر المؤتمر الوطني، رأوا أن يتفادوا أخطاء الموقعين على «المذكرة»، وحرصوا على ألَّا يتم وصول مبادرتهم إلى الصحافة والإعلام إلا بعد أن تعرض رسمياً لقيادات الدولة، وهم يوقنون أن وصول «المبادرة» إلى قيادة الدولة يعني سرعة الاهتمام بها والبت في أمرها لأن القضية الآن قضية وطن وليست قضية حزب أو جماعة.

أما كيف عرفت بتفاصيل المبادرة الإصلاحية الجديدة، فذلك بسبب إطلاعي على أبرز ملامحها من أحد الذين أسهموا في وضع أفكارها وصياغتها.. و.. في ضحى الغد تستبين الأمور.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]