ضياء الدين بلال

على بريد هؤلاء (….)


[JUSTIFY]
على بريد هؤلاء (….)

الطريقة قديمة، دق أسفين بين المتخاصمين في الحزب الواحد، هذا ما تحاول فعله الحركة الشعبية قطاع الشمال بوضع معلومات ملغومة في بيان سياسي عام..!
في بيان مجلسها القيادي ذكرت الحركة الشعبية أن لها (اتصالات) مع اصلاحيي المؤتمر الوطني!
وفعلت ذات الشيء الحركة الأم في مفاصلة رمضان بين (الوطني) و(الشعبي)، وكان لقاء جنيف (المحبوب وباقان)!
مثل هذه المعلومة تعمق الخلاف وتفسد جهود الوساطات وتجعل المياه العاكرة مناسبة لاصطياد الاسماك الكبيرة!
أنتظروا لجان التحقيق!
لا أعرف سببا واحدا يجعل السيد والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر يسرف في تقديم معلومات ذات صلة بلجان التحقيق، مثل عدد الضحايا وهوية القتلة وغير ذلك من معلومات من الأفضل أن تترك لتقارير اللجان..حينما يقول الوالي إن عدد الضحايا (70) سيقول لك المشككون اذكر اسماءهم سنضيف اليك البقية!!
الترابي (معني بالمستقبل)
في حواره المثير الذي تنشره (السوداني) هذه الأيام كان الدكتور حسن عبد الله الترابي أقل غيظاً على الحاكمين من اي وقت مضى، وقناعتي دائماً أن الرجل اذا استطاع أن يتخلص من المرارات التي خلفها انقسام رمضان وما ترتب على ذلك من اعتقالات ومخاشنات سيصبح أهم القيادات السياسية في تقديم المقترحات والحلول، فالرجل له خبرة ومعرفة تؤهله للقيام بهذا الدور، أحد القادة الافارقة حينما قابل الترابي قبل عامين وسئل عن رأيه في الرجل قال : (دكتور الترابي غير معني بالمستقبل)!
في الحوار كان واضحاً أن دكتور الترابي لم يعد ينظر للماضي بغضب وأنه أصبح يتحدث كثيراً عن فرص المستقبل ومخاطره!
أحزان الزملاء
على الصفحة الاخيرة بالزميلة (الاهرام اليوم) في عدد الأمس كان الصديق العزيز محمد عبد القادر يعيد مقال كتبه في رحيل والده (الناظر عبد القادر) الذي رحل عن هذه الفانية في مثل هذه الايام قبل عامين.
أعرف هذا الرجل الاستثنائي بحكم علاقتي بابنه محمد، واستثنائية (الناظر عبد القادر) أنه في زمن رخصت فيه مهنة التعليم وقل شأنها وخف وزنها اجتماعياً وضاعت الملامح التي كانت تميز المعلمين عن غيرهم كان استاذ عبد القادر -وهو في المعاش- يحتفظ بكل تلك التفاصيل الجميلة طريقة الحديث، روعة التواصل مع الآخر، سعة الفهم لمشاكل الاخرين وظروفهم وسم الطباشير على اليدين .
جاد في مقام الجد، لطيف في كل حال يشجع الهلال ويعجب بالكاشف وابراهيم عوض ويقيم الليل إلى أذان الفجر، كان بينه والعالم الآخر سقوط ريموت التلفاز من يده!
وفي ذات أخيرة (الاهرام اليوم) كان الزميل عبد الباقي الظافر يكتب (جمهورية حاجة زينب) عن والدته الكريمة التي رحلت عن هذه الفانية قبل أيام.
كتب الظافر بصدق وجرأة غير معهودة في مثل هذه الكتابات، كتابة الظافر كانت بمثابة دعوة عامة لزيارة أسرة عفيفة من غمار الناس لا تجد حرجا في اطلاع العامة على دفتر احوالها الاسرية.
رحم الله الحاج عبد القادر والحاجة زينب وأكمل شفاء والدتي العزيزة الحاجة عرفة.
أخيراً
نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ
ونَرْتَبِطُ السّوابِقَ مُقرَباتٍ وما يُنْجينَ مِنْ خبَبِ اللّيالي
ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ
نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ
رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ
وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي
ابو الطيب المتنبئ
الصور:عرمان- عبد الرحمن الخضر- الترابي- عبد الباقي الظافر
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني