صوت أمريكا وهذا التقرير “عديم المهنية والإنسانية”!

الميديا الغربية عاودت لعبتها المفضلة من جديد وهي “لعبة الأرقام” وكالعادة تلعبها على دماء وأشلاء الشعب السوداني … فقد نشر راديو صوت أمريكا تقريره المدبج بالعبارة الجديدة القديمة وهي … يذكر أن الاحتجاجات التي اجتاحت السودان في سبتمبر الماضي أسفرت عن 200 قتيل سقطوا برصاص قوات الأمن السوداني. ذات العبارة كانت ختماً ودمغة في كل الأخبار المتعلقة بدارفور حتى دخلت القوات “شبه الأممية” الإقليم وحتى صارت جمهوريات النازحين أقوى وأكثر تحصينا من مقار الحكومة والجيش إلى وقت قريب … وها هنا سؤال … لماذا تصر المنظمات والدوائر الغربية على إحباط كل محاولات العودة الطوعية … هذه الأوضاع كلها بدأت بأخبار وأرقام … انتهت إلى ما انتهت إليه… يطول الحديث والشرح ودعونا نعود لخبر راديو صوت أمريكا.
بادئ ذي بدء لا بد أن نتذكر أن مقتل سوداني واحد مأساة ودمه أغلى من كل المبالغات الخبرية التي تصنعها الميديا الغربية وعليه نحن لا نحتاج ابتداء إلى رقم كبير أو صغير … نفس سودانية واحدة كافية جداً لتحميل الحكومة المسؤولية بل أنني لو سألتني فضائية أو صحيفة سأقول إن القتلى ليسوا 200 إنما 60 مضروبا في عدد سكان الكرة الأرضية منذ خلق آدم إلى يوم القيامة لأن الله يقول (فكأنما قتل الناس جميعاً) وكذلك قتلى فلسطين وأفغانستان والعراق والصومال و …. يجب أن تحسبهم الميديا بذات الطريقة الربانية. هذا التوضيح يجب أن يقرأ في سياق واحد مع تحقيقنا في الرقم الذي ذكره راديو صوت أمريكا وغيره من الميديا الغربية و(المستغربة) يمكننا أن نتساءل لماذا يتم اتهام الأمن السوداني “بالاسم” بالرقم الكلي ولماذا يتم تبرئة “حملة السواطير” ألا يحرض هذا على الإفلات من العقاب؟ ألا يعتبر ظلماً وحيفاً في حق البعض الآخر من الضحايا السودانيين الأبرياء هذا التستر على من قتلهم بحجة ضرورة إلصاق الدم والتهمة على الحكومة حتى تذهب ويبقى بقية القتلة أحراراً طلقاء. أيضاً من الرداءة المهنية لدى صوت أمريكا أنها أوردت تكرار التحذير الأمريكي من سفر الرعايا الأمريكيين إلى السودان … ومن ضمن مشتملاته عدم السفر إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور … وهذا يعني أن التحذير لا صلة له باحتجاجات سبتمبر لأنه ببساطة تحذير يجدد دورياً … وهذا ما قاله أول تعليق أمريكي على الخبر في الموقع الإلكتروني لصوت أمريكا والرجاء مطالعته قبل أن يحذف فالكاتب المعلق ناشط حقوقي من ولاية ميسوري وليس حركة إسلامية من أمبدة…. والناشط الأمريكي اتهم صوت أمريكا بالتضليل (يعني زيتهم في بيتهم). أضف إلى هذا أن صوت أمريكا قالت إن ما صرفته الحكومة السودانية على إخماد الاحتجاجات يساوى ما صرفته على حرب النيل الأزرق وكردفان ودارفور … منذ أن بدأت … الغريبة أن صوت أمريكا لم تذكر خسائر جنوب السودان وكل الحروب منذ زمان نبتة ومروي مروراً بالمهدية وحرب المسبعات. لكن القائل هو المبعوث الأمريكي ومن رداءة الخبر أن الخط الأول أخذ رأي المبعوث ولم ينسبه له وصار خطاً رئيسياً يمثل مصداقية صوت أمريكا وليس السيد دونالد بوث … وهذا عندنا في الصحافة خطأ لا يرتكبه متدرب في يومه الأول … حتى ولو كان من جامعة غير معترف بها!
[/JUSTIFY][/SIZE]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني


