ضياء الدين بلال

أعمل ساتر !


[JUSTIFY]
أعمل ساتر !
-1-
بطريقته الساخرة في الاختزال بما قلّ ودلّ، أجاب الصديق الباشمهندس حسين ملاسي، على سؤال عن تراجع الحملات الإسفيرية على الحكومة، بأن السبب الأساسي عدم وجود تصريحات صحفية لمسؤولين في أيام العيد!
وهذا يؤكد ما قلناه من قبل، أن ما تلحقه بعض تصريحات المسؤولين من أضرار بالحكومة، يفوق ما تفعله مكائد الخصوم!

-2-
حينما ذهبت بوالدتي للعلاج في مصر، بعد أسابيع من تجارب الداخل وتخبطاته، كان رأي الطبيب في القاهرة أن أول خطوة في العلاج، الامتناع عن تناول علاج الخرطوم!

-3-
مادة رائعة تلك التي أعدتها المتميزة لينا يعقوب، عن شائعة احتجاز نجل دكتور عوض الجاز بمطار دبي، لحمله مبلغ 10 ملايين دولار.
الشائعة كانت تحمل عناصر فنائها في داخلها، إذ لا توجد حقيبة يدوية بإمكانها استيعاب أقل من ربع هذا المبلغ..!
نعم حتى الكذب يحتاج إلى مهارات وملكات إبداعية في النسج وسد الثغرات: (إنتو قايلين الحكاية سهلة؟!).

-4-
الصحف تلمع في أعالي صفحاتها منشيتات عن اقتراب موعد إعلان التشكيل الوزاري الجديد..!
سادتي:
لا ترفعوا سقف توقعات المواطنين، إلى ما فوق مستوى المقدرة، حتى لا يسقطوا على الأرض مغشياً عليهم بهاء السكت وخاء الخيبة!

-5-
الأستاذ فاروق أبو عيسى، يتحدث عن وثيقة ثانية تجمع تحالف معارضة الداخل بالجبهة الثورية الحاملة للسلاح!
الغريب أنه لم يتحدث عن مصير الأولى، ابنة كمبالا، التي تنكر لها جميع الموقعين، قبل أن تجفّ حروفها بين السطور..!
العم فاروق بارع في إغاظة الحكومة، وغير ناجح في كسب رضا أغلب المعارضين!

-6-
والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، تحدث للصحف عن وجود مؤشرات لعودة عصابات النيقرز إلى ولايته. الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن دكتور الخضر أن العصابات لم تعد إلى العاصمة لأنها في الأساس لم تغادر أصلاً!

-7-
ليس من مصلحة الحكومة، أن ترسخ للجميع القريب والبعيد، فكرة أن مساحة العداء لها تمتد من صحيفة (الأيام) في أقصى اليسار، إلى صحيفة (الانتباهة) في اليمين الأقصى، وجميع ما بينهما في موضع الاشتباه أو في انتظار حلق الرأس و(معط الحاجبين)!

-8-
اتصال هاتفي لربع ساعة بين الرئيس الأمريكي بارك أوباما، والرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، غيّر قوانين اللعبة واتجاه الرياح!
إنها براعة اختيار اللحظة المناسبة للفعل الصحيح. السياسي الذكي، هو من يملك حاسة اختيار اللحظة المناسبة، لإحداث الاختراق الكبير.

-9-
يستوعبني هذه الأيام، كتاب (شهادتي) لوزير الخارجية المصري السابق في عهد مبارك، الدكتور أحمد أبو الغيط، والكتاب هدية رائعة من الصديق وليد السيد (مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة).
أفيد ما بالكتاب بالنسبة لي – معرفة القواعد والمحددات التي تحرك القاهرة تجاه الخرطوم، وأمتع ما بالكتاب، سرد أدق تفاصيل الأيام الأخيرة لنظام حسني مبارك.
أبو الغيط وبطريقة ماهرة، وضع يده على العلة التي أودت بنظام مبارك..!
قال ما يفيد أن الرئيس المصري حينها – كان بينه وجماهير ميدان التحرير فارق توقيت، مفضٍ إلى التهلكة، حيث كان يخطو الخطوة الصحيحة في الزمن الخطأ..!!

-10-
في إحدى نوبات جنونه الغادرة، أخذ النيل الأزرق الطالب الجامعي محمد نصر الدين الوالي، وهو يهم بالوضوء للحاق بصلاة العصر في جماعة.
وذات النيل في ذات المكان، وفي نفس الشريحة العمرية في ستينيات القرن الماضي، أخذ من قبل عمه طالب حنتوب النجيب (الصادق).
إنها الأقدار المحفوظة في اللوح الأبدي، تعيد سيرها في ذات مجرى الجرح القديم، ومحمد مستجاب يقول: (لم نسمع بقرحة في القلب، لأن القلب يتولى علاج الجروح بنفسه)!
لك الرحمة والمغفرة أيها الشاب الوضيء محمد، ولوالديك وأهلك وأصدقائك وكل من عرفك، وأنت تراوح بين المسجد والدرس ومواصلة أولي الأرحام وتفقد الفقراء والمساكين؛ لهم جميعاً الصبر الجميل وحسن العزاء.
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني