عبد اللطيف البوني

استفتاء مسيري


[JUSTIFY]
استفتاء مسيري

المعروف أن حكومة السودان وحكومة جنوب السودان وإن اتفقتا على بعض الترتيبات الادارية فيما يتعلق بأبيي الا انهما لم يتفقا على حل نهائي لوضعيتها النهائية والحال هكذا اصدر مجلس السلم والامن الافريقي ممثلا في رئيس الآلية الرفيعة لمعالجة الاوضاع بين السودانيين تامبو امبيكي قرارا يقضي بإجراء استفتاء في اكتوبر الجاري إلا أن القرار لم يحدد بصورة قاطعة من الذي يحق له الاستفتاء فالجنوبيون فهموا القرار على انه يستثني المسيرية الرحل وهؤلاء اصلا مقيمون في ابيي الا انهم في بعض شهور السنة يغادرونها مع ماشيتهم خاصة في شهر اكتوبر وأمام هذا الخلاف اصدر ذات مجلس السلم والامن قرارا في اكتوبر الحالي يقضي بعدم اجراء الاستفتاء في هذا الشهر الى حين الاتفاق على من يحق له الاستفتاء او ايجاد اي وسيلة اخرى لحل المشكلة.
اصرت قيادات دينكا نقوك على التمسك بالاستفتاء فعقدت مؤتمرا شعبيا او بالاحرى قبليا في هذا الاسبوع وشكلت لجنة برئاسة دينق الور وزير خارجية السودان السابق للقيام بعملية استفتاء من تسجيل وطعون واقتراع والذي منه واسمته استفتاء شعبيا بلغة لوكا بيونق او استفتاء مجتمعيا بلغة دينق الور طبعا دي جديدة لنج في علم السياسة- أن يكون لك موقف محدد من القضية المراد الاستفتاء فيها وتقوم انت نفسك بإجراء الاستفتاء بعد استبعاد الطرف الآخر وبدون لجنة محايدة او رقابة من اي جهة ثم تعلن النتيجة المعروفة سلفا ثم تطالب الآخرين أن يعترفوا لك بذلك فعلا حاجة غريبة وكان الافضل منها أن تعلن تقرير مصير من جانب واحد او ترفع مذكرة لحكومتك يوقع عليها جمهورك او تنشئ لويا جيرقا مجلسا قبليا- وتجعله يصدر القرار الذي تريد.
من المؤكد أن القائمين على امر الاستفتاء في ابيي من امثال لوكا بيونق ودينق الور ومنجلوك كوال وادوار لينو ليسوا سذجا او اغبياء او جهلاء بل على العكس تماما كلهم رجال دولة وهم قادة الحركة الشعبية الحقيقيون بالتالي يصبح من المؤكد أن لهم اهدافا غير منظورة من هذه العملية التي تبدو من مظهرها انها ساذجة ومضحكة . لا يمكن بأي حال من الاحوال فصل العملية مما يجري في دولة الجنوب وما تمر به العلاقة بين السودان وجنوب السودان ففيما يتعلق بالجنوب فقد استطاع سلفاكير أن يبعد هذه القيادات من دينكا نقوك من كابينة قيادة الحركة الشعبية وبالتالي من ادارة دولة الجنوب ليس هذا فحسب بل أن بعضهم اتهم في ذمته المالية كدينق الور فعملية الاستفتاء المجتمعي هذا سوف تربك حسابات سلفاكير الامنية الجيش الشعبي والسياسية لانها تلويح ببطاقة وطنية جنوبية قوية وسوف تعيد اولاد نقوك لوضعهم القديم في الجنوب. فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين فالمعلوم انها تمضي بنجاح في كافة الملفات فاذا تمسكت دولة الجنوب باستفتاء ابيي فإن هذا يعني نسف كل خطوات التطبيع التي تجري الآن ويعود صقور الحركة الشعبية القدامى في البلدين لواجهة الاحداث.
من المقترحات التي ظهرت لإبطال مفعول (اللعبة ) الانقوكيه السياسية ذلك الذي يقول بأن يقوم المسيرية بذات اللعبة اي يعقدون مؤتمرا قبليا ويكونون لجنة استفتاء برئاسة القيادي ود ابوك مثلا ويقومون باستفتاء بالطريقة التي تروق لهم ويعلنون النتيجة في يوم واحد مع نتيجة لجنة دينق الور لتظل الامور على ما هي عليه ومن ثم يبحث الناس عن وسيلة اخرى لحل المشكلة.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]