ضياء الدين بلال

لا تستهينوا بالشائعات !


[JUSTIFY]
لا تستهينوا بالشائعات !

“الأسرار” في السودان تحفظ في خزائن من زجاج.. تسهل رؤيتها بوضوح.. ويسهل الحصول عليها بيسر. الاستعراض بالمعلومات من أوضح خصائص الشخصية السودانية.

السودانيون يحصلون على المعلومات بسرعة، ويطلقونها بأسرع ما تيسّر، وإذا لم يتمكّنوا من الحصول عليها يصنعونها كشائعة يصعب دحضها بعد ذلك، حتى في حال حضور المعلومة الصحيحة!
وللأستاذ الصديق عادل إبراهيم حمد ملاحظة بارعة، واستشهادات ذكية، لتأكيد تلك الفكرة.
عادل يقول إن هناك معلومة تاريخية خاطئة، ظلت تتردد عبر المرويات السودانية، منذ أحداث انقلاب الشيوعيين في 19 يوليو إلى اليوم، وهي أن الرئيس النميري، حينما تمكن من الهروب من محتجزه بالقصر الجمهوري، وقفز من فوق الحائط، وجد الفنان الشهير سيد خليفة، وهو يقود سيارة فلكسواجن، فركب معه مبتعداً عن منطقة الاشتباك المسلح، بالقرب من القصر.
ملاحظة عادل أن هذه الرواية ظلت متداولة ومدونة في بعض الكتب، رغم أنها تعرضت لنفي مزدوج (مغلّظ) من الرئيس نميري والفنان سيد خليفة معاً!
الفكرة المركزية في ملاحظة عادل، أن المعلومات المغلوطة أو الشائعات المختلقة أو المحورة جينياً، تكتسب قوة وصلابة مع مرور الزمان وكثرة التكرار واعتيادية الترديد، حتى تصبح أقوى من الحقائق، بل قادرة على هزيمة الحقائق في لحظات المواجهة!
في المادة التي أعدّتها الزميلة لينا يعقوب، عن ما أثير عن تعرض نجل الدكتور عوض الجاز وزير النفط للاحتجاز بمطار دبي، بسبب حمله مبلغ 10 ملايين دولار في حقيبة يدوية، وضح أن الدكتور والمقربين منه تعاملوا مع ما أثير على طريقة (أضان الحامل طرشاء)، وأن الشائعة كائن أميبي سريع الفناء و(العارف عزو مستريح).
ولم يصدر تعليق أو توضيح، إلا بعد أن بادرت الصحفية “لينا” بسؤال دكتور الجاز في صدفة صحفية نادرة!
شائعة احتجاز نجل الجاز بمطار دبي ليست من نوع الشائعات ذات القابلية للتلاشي الذاتي.
صحيح أهل المصارف وأصحاب التعاملات الدولارية، لن يكونوا ضمن المشترين لتلك الشائعة، لعلمهم أن المبلغ المذكور من الاستحالة حمله في 7 حقائب يدوية، دعك من حقيبة واحدة!
ولكن قطاعات واسعة من الشعب السوداني في البوادي والحضر والأرياف، ليست ذات صلة معلوماتية بفئات الدولار، يمكن أن ينطلي عليها الأمر!
خاصة أن مصدر المعلومات قائد سياسي معروف (مبارك الفاضل)، وأوردها عبر وسيط إعلامي ذائع الصيت (قناة العربية)، والظرف السياسي الذي وردت فيه المعلومات يوفر قابلية لتصديق كل ما يقال، يضاف إلى ذلك التعليق الماكر لشرطة دبي!
كان من السهولة أن يخرج الشخص المعني بالشائعة (عمار عوض الجاز)، عبر أي وسيط إعلامي ليقول إنه موجود بالخرطوم، وإنه لم يغادر إلى دبي منذ أربع سنوات!

لا تستهينوا بالشائعات، فإنها قادرة على إحداث أضرار أكبر من قذائف الطائرات الحربية، التي ضربت (حمار كلتوم ست اللبن)!
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. حمار كلتوم ست اللبن هو انت وامثالك من الكيزان المطبلاتيه لاسيادهم