مصطفى أبو العزائم

أشقاء.. وأصدقاء


[JUSTIFY]
أشقاء.. وأصدقاء

تشرفت بالأمس أن كنت أحد أعضاء الوفد الصحفي والإعلامي الذي رافق السيد رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن أحمد البشير، في رحلته إلى مدينة «جوبا» حاضرة دولة جنوب السودان، والتي التقى فيها بشقيقه الرئيس الفريق سلفاكير ميارديت، حيث انعقدت قمةٌ اجتذبت أنظار وأسماع السودانيين في البلدين، والأفارقة في جوارهم القريب والبعيد، وأنظار العالم أجمع، لحساسية اللقاء الذي حرص الرئيسان ومن هم حولهما على إنجاحه، ومواجهة التحديات التي قد تهدد أو تعمل على إجهاض أحلام المواطن السوداني بالسلام والإستقرار والتنمية في البلدين.

حزنت بدايةً لأن دخولي إلى «جوبا» -التي أحببتها وزرتها من قبل أكثر من عشر مرات- لأن دخولي إليها كان عن طريق جواز السفر وتأشيرة الدخول، وكنت أحب أنني مثلي مثل كل السودانيين «زول بيت»، أدخل وأخرج كما أشاء مثلما كان من قبل، ومثلما يريد كل مواطن جنوب سوداني أن يدخل ويخرج كما يشاء، وهذا ما تترجمه لغة السياسة إلى مصطلح من مفردتين هما «الحريات الأربع».

..و.. مع ذلك دخلنا إلى المدينة الخضراء، وجدنا ذات الأشقاء الذين نعرفهم، وذات الأصدقاء الذين ربطت بيننا وبينهم أواصر الصداقة الحقة، وكانت تلك اللقاءات هي أول ما خفف وطأة الحزن علينا، كلهم أشقاء وأكثرهم أصدقاء، عناق وسلام حار، تسلسلت عملية التحايا الخاصة بدءاً من الرئيسين مروراً وانتهاءاً بكبار معاونيهما في البلدين.

قمة الأمس، كسرت حاجز الشك وهدمته، ووضعت أساساً جديداً لعلاقة آمنة ومستقرة بين البلدين الشقيقين، وكنت مع عدد من الزملاء شهوداً على اجتماع إحدى اللجان الوزارية المشتركة، ولمسنا إهتمام الجانبين على التواصل وتجاوز المرارات، بالأسراع في إجراءات فتح المعابر بين البلدين بمجرد تحديد خط الصفر، ثم التحرك المشترك لإعفاء الديون ودعم التنمية في البلدين ورفع العقوبات الاقتصادية.

شهدنا الاتفاق على تنظيم مؤتمر للولايات الحدودية في البلدين، منتصف ديسمبر المقبل، لتعزيز مفهوم الحدود المرنة، وتيسير تبادل المعارف والخبرات، وبناء القدرات على مستوى الحكومة والأجهزة المحلية.

عدنا مساء الأمس ، وقد تعزّزت الثقة في نفوسنا، وتأكّد لنا حرص القيادتين في كل من الخرطوم وجوبا على تحقيق السلام المرتبط بالأمن، المفضي للإستقرار والتنمية، وتأكّد لنا أن الإرادة السياسية للقيادتين تستند على دعم قوي من الشعبين الشقيقين في السودان الكبير.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]