عبد اللطيف البوني

بس كلام أبيي الما قلتوه


[JUSTIFY]
بس كلام أبيي الما قلتوه

زيارة السيد رئيس الجمهورية لدولة جنوب السودان يوم الثلاثاء الاول من امس حظيت بمتابعة إعلامية عالية رغم أنها أتت في طقس ودي يسود علاقات البلدين فكل اللقاءات السابقة بين الرئيسين كان في أجواء توتر واحتقان حتى اللقاء قبل الأخير في نوفمبر الماضي في الخرطوم وان جاء في طقس ودي هو الآخر إلا أنه كان المطلوب منه إشهار المرحلة الجديدة وتوديع المرحلة السابقة. لقاء يوم الثلاثاء كانت الملفات العالقة في حالة ضمور فالنفط والتجارة بين البلدين والترتيبات الأمنية كانت كلها قد تنزلت لأرض الواقع أما الحدود وفتح المعابر فقد كانت قيد النظر. الملف الوحيد الذي لم يكن عالقا فحسب بل يسير في الاتجاه المعاكس هو ملف أبيي فماذا فعل الرئيسان به؟
المعروف أن أبناء دينكا نقوك قرروا ومن جانب واحد القيام بعملية استفتاء ولعمري هذا جديد في علم السياسة. القبيلة أي قبيلة كانت من العادي أن تجتمع وتتشاور وتتفق ويلتزم الجميع بما اتفق عليه, منظمات المجتمع المدني يمكن أن تكتب عريضة ويوقع عليها المعنيون ويمكن أن تسير مظاهرة ويمكن أن تعلن اعتصاماً ولكن استفتاء أبيي هذا يعتبر من المحيرات ولكن بالنظر لتوقيته ومكانه وثقافة القائمين عليه (لوكا بيونق وادوراد لينو ودينق الور ) وموقف بعض القوى الجنوبية والاقليمية والدولية منه يجعلنا نشك أن العملية لها ما بعدها ولا يكفي أن نصفها بالغرابة او مسرحية سياسية هزلية. فكيف عالج الرئيسان في اجتماع الثلاثاء موضوع الاستفتاء اللعبة هذا؟
للأسف الشديد كل الذي رشح من أنباء لم يكشف لنا أن هناك قرارا تم اتخاذه في القمة يتعلق باستفتاء أبيي. لم يصدر من القمة ما يفيد أن البلدين غير معنيتين بهذا الاستفتاء، فكل الذي صدر حول أبيي هو الاتفاق على الإسراع بتكوين الهياكل الإدارية فيها مثل إدارية أبيي أي الجهاز التنفيذي والشرطة والمجلس التشريعي وهذا هناك خلاف حول تكوينه فالسودان يرى أن يكون مناصفة بين القبيلتين بينما الجنوب يرى أن تكون نسبة الدينكا ستين في المائة مقابل اربعين للمسيرية. كما اتفق الرئيسان على منح 2 % من عائدات النفط لأهالي المنطقة على أساس قبلي. بالمناسبة إن مقولة منطقة أبيي الغنية بالنفط محتاجة لمراجعة فأبيي الآن ليس بها حقل منتج إلا حقل دفرة وهو أقل الحقول عطاء في البلدين وفي تناقص مستمر.
إن سكوت لقاء القمة عن استفتاء أبيي يشي على أن في الأمر( إنَّ ) كبيرة اللهم إلا إذا كان هناك شيء غير معلن. نعم دولة الجنوب رفعت يدها كدولة عن الاستفتاء وأسكتت أجهزة إعلامها عنه ولكن في نفس حكامها شيء منه فالسيد وزير الخارجية برنابا بنجامين قال للفضائيات إنهم كحكومة لاصلة لهم بهذا الاستفتاء فالاستفتاء لا بد من أن يكون باتفاق الحكومتين ومراقبة إقليمية (الاتحاد الافريقي) او دولية (الامم المتحدة ) ولكن أهل أبيي تعبانين جدا ولابد … لم يكمل سيادته اللكنة لأن الصحفي عالجه بسؤال وياله من صحفي. الرئيس سلفاكير في المؤتمر الصحفي مع الرئيس البشير قال بالنص: « إن أكثر قضية ذات حساسية عالية بيننا هي موضوع أبيي، التي تطرقنا إليها في هذه المباحثات، وسوف نستمر في التواصل مع البشير حتى نتوصل إلى حل نهائي).
اليومان المتبقيان من هذا الشهر سيكونان يومان حاسمان فإما أن يستطيع ثلاثي أبيي غير المرح- نسف ريح استقرار البلدين او تذهب ريحهم . فضعوا الأيدي على القلوب وراقبوا.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]