أحزاب رواكيب!!

في حديث منسوب للدكتور نافع علي نافع- لا أدري مقدار صحته- لكنه من وجهة نظري يشبه لهجة دكتور نافع في تصريحاته الساخنة والساخرة، حيث قيل إن أحد الزملاء الإعلاميين سأله أن المؤتمر الوطني متهم بأنه السبب الرئيسي في تفكك الأحزاب (وشرتمتها) أو بالعربي الفصيح شرذمتها، فكان أن أجاب الدكتور نافع ساخراً.. والله نحن ما مسؤولين من (الرواكيب) والمعنى والمقصد بالطبع واضح ومفهوم وعلى هذا القياس ينبرى سؤال مهم هل (تعريشة) المؤتمر الوطني الجامدة وظليلة تحولت هي الأخرى إلى (راكوبة) تشبه الأخريات، وإنشقاق خطير حدث فيه بعد مذكرة (التلاتين) الأخيرة، ودكتور غازي العتباني يعلن عن قيام حزب جديد بعد أن ضاق صدر المؤتمر الوطني عن تنهيدات أقرب أبنائه إليه؟.

ودعوني أرسم المشهد السياسي الحالي في شكل تساؤلات مهمة وجديرة أن تجد الإجابة.. هل منطقي ومعقول أن الحزب الحاكم نفسه لا يقوى على سماع الرأي الآخر من داخل بيته ويريد أن يقنعنا أنه على استعداد لسماع الآخرين؟ وهل إلى هذه الدرجة قنوات الحوار والتفاهم مقفولة داخل أكبر حزب سياسي (فات الكبار والقدرو) رغم أنه حديث العهد بالممارسة السياسية مقارنة بأحزاب نطفتها الأولى من رحم مؤتمر الخريجين؟ لكن السؤال المهم والخطير هل من مصلحة الممارسة السياسية إضافة حزب جديد (بمرارات) جديدة سينعكس طعمها ومذاقها على الحراك السياسي في شكله العام.. والسؤال الأكثر أهمية في أي دوامة جديدة سندخل إن قام حزب العتباني الجديد بتشكيل تحالفات مع أحزاب أو فصائل الود مفقود بينها وبين رفاق الأمس.. وسؤال آخر أرجو أن أسمع إجابته من دكتور نافع هل حزب المؤتمرالوطني في طريقه أن يتحول هو الآخر إلى راكوبة تفرتقها أقل مطرة، وهو الذي صمد في وجه الأعاصير؟.. في كل الأحوال وفي ظل إرهاصات بتشكيل وزاري جديد أخشى ما أخشى أن يتحول حزب العتباني الجديد إلى قِبله لمن سيتخطاهم الاختيار أو تجديد الثقة من الناقمين لتكون فرصة أن يركبوا موجة الإصلاحيين طالما أنها ستكسبهم أراضي جديدة وتمنحهم (ميك آب) جديد لزوم المرحلة القادمة!!.

مضحكة حد الإغماء تصريحات عضو البرلمان حسب الرسول دفع الله، وهو يطالب الذين فازوا بجوائز شركات الاتصال التي قدمتها الأسابيع الماضية يطالبهم بالتنازل عنها للفقراء والمساكين، وشيخ دفع الله صاحب الفتاوي المثيرة للجدل لا أدري ما هي مقاييس الفقر والمسكنة بالنسبة له؟ ومعظم من فازوا بهذه الجوائز من الغبش والغلابى، وآخرهم حداد على باب الله، وطالب خريج جامعي يبحث- كما قال- عن عمل منذ سنتين، فإن كان شيخ دفع الله يعلم من هم أكثر حاجة لقيمة هذه الجوائز فليشمله الله برحمته ويرفع عنه الضنك والعذاب!!.

في حديث للدكتور الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية لدى تدشينه إنتاج شركة صحاري للتعدين قال: إن هناك من يتظاهرون لمجرد انقطاع الكهرباء لمدة ثلاث ساعات، وهناك من يعيش في الولايات بدون كهرباء لعشرات السنين، والسؤال ياسيدي النائب أين هؤلاء الذين خرجوا لانقطاع الكهرباء لمدة ثلاثة ساعات؟ السؤال الثاني ولماذا يعيش مواطنون لهم كامل الحقوق والواجبات بدون كهرباء في القرن الواحد وعشرين؟ أها جنس الكلام ده مش يخلي ناسكم يمرقوا من الحزب ده يخلينا نمرق من هدومنا!!.