مصطفى أبو العزائم

رغيف العيش..


[JUSTIFY]
رغيف العيش..

الذكاء الفطري المصري جعل الناس هناك يطلقون على الخبز اسم (رغيف العيش)، أي الذي بدونه لا يكون عيش ولا حياة، وهذا قطعاً لا يتعارض مع ما جاء في العهد القديم (الإنجيل) في سفر التثنية بالإصحاح الثامن على لسان السيد المسيح عليه السلام المنسوب له مقولة: (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) ولها عبارة مكملة وأخرى سابقة تجعل الجملة كاملة كما يلي: (فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان).

وفي ديننا الحنيف سورة كاملة يبين لنا في آياتها المولى عز وجل، أسس وركائز العيش الكريم، وهي سورة قريش التي تقول آياتها الكريمة: (لإيلافِ قريشü إيلافهم رحلة الشتاء والصيفü فليعبدوا رب هذا البيتü الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) صدق الله العظيم

إذن الأمن العام مرتبط بالإطعام، أي أنه مرتبط بالأمن الغذائي، والأخير مرتبط بما يملأ البطون الجائعة بأقل تكلفة، وليس هناك ما يقوم بذلك سوى الخبز، وهو الحاجة التي لا يستغني عنها غني أو فقير في طعامه.

الخبز أنواع، هناك الخبز المحلي المتمثل في الكسرة والقراصة والعصيدة التي تكون الذرة مكونها الأصل، لكننا نعني في مقالنا هذا (الرغيف) المصنوع من القمح والذي توعدتنا الحكومة برفع الدعم عنه حال الاستمرار في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي.

رفع الدعم عن المحروقات أثر بالفعل على حجم ونوع وسعر الخبز، فقد تقلص الحجم إلى حد كبير، بما يعني زيادة السعر، أو حافظ بعض أصحاب المخابز على الحجم القديم لكن مع تقليل الكمية لتصبح ثلاث رغيفات بمبلغ واحد جنيه بدلاً عن أربع.

سألت صاحب مخبز أتعامل معه يومياً، عن هذا الذي يحدث، فقال إنه يستخدم الغاز كوقود لإشعال نار الفرن في مخبزه، وإنه كان يشتري أسطوانة الغاز الكبيرة- واحد طن- بمبلغ سبعمائة وخمسين جنيهاً، وهو الآن يشتري ذات الأسطوانة بمبلغ ألف وخمسمائة جنيه.

هل نزيد؟.. الأمر لا يحتاج إلى شرح أو إطالة.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]