مصطفى أبو العزائم

خطاب الرئيس وأحداث سبتمبر..


[JUSTIFY]
خطاب الرئيس وأحداث سبتمبر..

خطاب السيد رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن أحمد البشير، الذي ألقاه في مفتتح الدورة البرلمانية الثامنة للهيئة التشريعية الثامنة، جاء (مراسمياً) كما جرت العادة، ويرتبط بحدث سياسي وبرلماني كبير، لكنه مع ذلك وجد اهتماماً كبيراً لدى قطاعات واسعة من المواطنين، وهو ما وضح في ترقّبهم للخطاب، ثم متابعتهم له، فالنقاش حوله، مما حدا بنا في «آخر لحظة» أن ننشر نص الخطاب كاملاً، إنطلاقاً من مبدأ أن نسبة التركيز من خلال المتابعة للحديث الخطابي- سواء كان مسموعاً أو مشاهداً- تكون في العادة أقل من نسبة التركيز في متابعة ذات الخطاب إن كان مقروءاً، فالمفردات تظل موجودة وقائمة أمام عين القاريء، والعقل يستوعب ما يقرأ بصورة أدق مما يسمع.

وهذا نفسه يقطع الطريق أمام سوء الفهم الناتج عن عدم المتابعة أو ضعف التركيز، ويصبح الخطاب في صورته المقروءة (وثيقةً) للتاريخ ومرجعاً لمتابعة سياسات الدولة ومدى التزامها بما وعدت به، خاصةً في المجالات السبعة التي كانت ركيزةً أساسيةً للخطاب، وهي بالترتيب:- إستكمال السلام وإدامته، ثم الحوار حول الدستور، ثم الاستحقاقات الإنتخابية القادمة، ثم الإصلاح والتغيير، لتجيء بعد ذلك الأحداث التي صاحبت اعلان الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، ثم الحديث في شأن السياسات والإجراءات الاقتصادية، لتكون الركيزة السابعة هي علاقات السودان الخارجية التي تتفرع منها العلاقة الخاصة مع دولة جنوب السودان.

تلك كانت ركائز الخطاب الرئاسي، والتي ستجد دون شك إهتماماً كبيراً وواسعاً، ويعيد الخبراء والمختصون قراءتها وتحليلها أكثر من مرة، كل حسب اهتمامه وتخصّصه، وأجد مثل غيري أن واحدةً من تلك الركائز تجد اهتماماً خاصاً لديّ وتكون في سلّم الأولويات، مع إيماننا بأهمية كل النقاط التي تضمّنها خطاب السيد الرئيس، وهي النقطة المرتبطة بشأن الأحداث التي صاحبت اعلان الإجراءات الإقتصادية الأخيرة في سبتمبر الماضي، وقطعاً أنني لا أعني الإجراءات نفسها فقد حدث ما حدث و(وقع الفأس في الرأس)، لكن الآثار الدامية لابد أن تُطبّب وأن نجد لها العلاج السريع.

بدايةً لابد من الإشادة بما قال به السيد الرئيس من قبل، عندما أسمى ضحايا تلك الهبة الشعبية بـ(الشهداء)، فهم شهداء بحق، سواء كانوا من المتظاهرين أو من رجال الشرطة والأمن، لكن الكلمة وحدها لا تكفي إذ لابد أن تتحمل الدولة كلّ دّيات القتلى مهما كان عددهم، ولابد أن يتم الشروع الفوري في التحقيق حول تلك الأحداث، وما نتج عنها من موت وإصابات، ونرى أن ذلك حال ظهور نتائج التحقيق العادل سيفتح أبواب الصفح أمام الجميع، ونرى أن إطلاق سراح المعتقلين الذين شاركوا في تلك الأحداث كان قراراً موفقاً، لكننا كنا نتمنى لو أنه كان قبل خطاب الرئيس أو بعده بيوم، فقد انصرفت صحفنا وأجهزة إعلامنا ونشراتنا الإخبارية والفضائيات الأجنبية إلى (المهم)، لكنها لم تحتفِ كما يجب بالخطاب (الأهم)..

والله ولي التوفيق.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]