تحقيقات وتقارير

التقديم الإلكتروني..«لخبطة.. وزحمة.. ورحمة»


[JUSTIFY]مما لا شك فيه ان عالم اليوم بات يعتمد على التقنية الحديثة في كل مناحي الحياة العلمية والعملية، والشيء الذي ساهم في تبسيط وتسهيل كثير من مناشط الحياة اليومية لانسان اليوم والمستقبل، وقد تداخل انسان اليوم مع تقنية المعلوماتية وتعامل معها في كثير من نشاطاته، على سبيل المثال في مجال الاتصا لات والفضائيات والمعاملات المصرفية، وكذلك في بيانات سجلاته الشخصية مثل السجل المدني، والترخيص، والمستشفيات.. والذي لم يكن غريباً على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وفي اطار جهود الحكومة لاحلال الحكومة الالكترونية في ارض الواقع، ان تتبنى الوزارة مشروع التقديم الالكتروني للقبول الى مؤسساتها خصوصاً ان الجامعات قد تبنت منذ أعوام عديدة التسجيل الالكتروني بالكليات، وعلى الرغم من ان المشروع قد واجهته بعض علامات الاستفهام والتعجب.. من بعض قطاعات المجتمع وطلاب الشهادة السودانية الناجحين، إلا أنه نزل الى حيز الواقع…«الإنتباهة» ألقت الضوء على تجربة التقديم الالكتروني بالجامعات واستطلعت بعض المواطنين الذين تحدثوا عن سلبيات وايجابيات التقديم الالكتروني وخرجت بالحصيلة الآتية..

دفع الرسوم عبرمصرف أو بطاقة ذكية
في البداية تحدث لنا الاستاذ مصطفى عثمان بجامعة وادي النيل وقال، إن مشروع التقديم الالكتروني للجامعات فكرة بسيطة يمكن تلخيصها في كون ان الطالب يلزم بخمس خطوات متسلسلة وهي، دفع الرسوم عن طريق مصرف او بنك فيصل الاسلامي، او عن طريق البطاقة الذكية، ليحصل على ذلك برقم الاستمارة وعلى جهاز الحاسوب المنشط بالانترنت، اوجهاز الموبايل المدعم با لانترنت، يدخل الطالب رقم الجلوس ورقم الاستمارة المتحصل عليها، بعد ذلك عليه دفع الرسوم المطلوبة ويواصل الاستاذ في سرد حديثه ويقول يمكن القبول للتعليم العالي بادخال رقم الموبايل الخاص النشط، وتظهر للطالب شاشة بها مؤسسات التعليم العالي وعلى الطالب اختيار المجال الاكاديمي الذي يريد التقديم فيه ونوع الجامعة حكومية اواهلية وادخال الرغبات وليس للطالب فرص التعديل اوالانسحاب بعد اتخاذ القرار.
سعر استمارة التقديم «55» جنيهاً
وفي ذات السياق تحدث احمد علي «صاحب مركز تقديم خدمات» وقال لدينا استمارات وسعر الاستمارة «55» جنيهاً لخدمة طلاب الشهادة من كل ولايات السودان، ومطلوب من الطالب كتابة الاسم بالكامل ورقم الجلوس بعد ذلك يتم ملء البيانات على جهاز الحاسوب.
رحاب إسماعيل «موظفة» قالت هذه تجربة تتواكب مع هذا العصر، وخاصة الجيل الحالي يتعامل مع التكنلوجيا بصورة أسهل بالاضافة الى توفير الزمن وجهد الطالب، حيث إن اي طالب يستطيع التقديم بنفسه او بمساعدة بسيطة من الاسرة وتوفير زمن وجهد المؤسسات الحكومية، التي كانت في السابق تقوم بهذه المهام وتوفير الزمن والجهد الذي كان يبذل بواسطة مكاتب القبول لتفريغ استمارات القبول، حيث إن الجهد حالياً يتم وبواسطة الطالب نفسه ومنع الازدحام في اماكن التقديم السابقة وتقلل تكلفة الطالب والوزارة على السواء، وتوفر كمية الاوراق والاستمارات ورسوم الطباعة وغيرها من المنصرفات التي اختصرها التقديم الالكتروني. ولكن بلا شك فان ذلك سيكون بذرة خير في الاعوام القادمة ونموذج يحتذى به.
تجربة تحمل مخاطر وسلبيات كونها تجربة أولى
محمد قور«إعلامي» يرى ان تجربة التقديم الالكتروني، تحمل مخاطرها كونها تجربة اولى وتحتاج لمعرفة. المتقدمون أنفسهم من الطلاب والطالبات ولكن إذا نظرنا هنالك إرشادات والجهاز مجهز بنظام يضع الطالب في الاتجاه الصحيح للتقديم، إذا ارتكب الطالب خطأ تكون هنالك خيارات ولا يعطى حلول. والمشكلة تصبح في المراقبين لعملية التقديم ؟ هل هؤلاء الطلاب جميعاً قدموا الكترونياً وفي رأيي التجربة هي ابتكار جيد وخطوة ممتازة.
وتخالفه الرأي تهاني فضل الله «ربة منزل» وتقول ان التقديم الالكتروني له سلبيات يمكن ان تنحصر في نقاط، بعض الاشخاص لا يحسن التعامل مع التكنلوجيا بطريقة مثلى، وقد لا تتوفر لدى كل قطاعات الطلاب وحسب البيئة والثقافات في مناطق تواجدهم، والجانب الاعلامي دوره كان متاخراً في توعية قطاعات المجتمع والطلاب لاهمية هذا الامر، واضافت في رأيي الشخصي أرفضه جملة وتفصيلاً.
وتوافقها الرأي سلوى عبدالله «ربة منزل» تجربة التقديم الالكتروني فاشلة واتوقع ان ترفض الشبكة عدداً من المتقدمين لهذا العام، نسبة لعدم تعامل بعض الطلاب مع شبكة الحاسوب. والتقديم بالدليل الطالب يخطىء في تقديم الرغبات مع النسب الموجودة لا يمكن اعادتها مرة اخرى، وبعض المناطق النائية البعيدة أصلاً لا تصلها التقنية وغير متاحه لها حتى يقدم الطلاب عبرها. وبعض الافراد لا يجيدون التعامل مع الانترنت، بالتالي يفقدون فرصهم في التقديم وأحياناً الشبكة تكون غير متوفرة ببعض المناطق وبعد رجوع الشبكة يكون بعد فوات الاوان ويكون التقديم قد انتهى والمعلومة عبر النت عابرة وسريعة ولا تعطي فرصة للتفكير والتركيز قد يسرع الطالب ويخطئ في الاختيار الصحيح.

عائشة الزاكي – الانتباهة
ي.ع[/JUSTIFY]