عبد اللطيف البوني

احزاب شنو دي ؟


[JUSTIFY]
احزاب شنو دي ؟

الحزب السياسي منظمة مجتمع مدني طوعية تعمل في الفضاء بين الاسرة والدولة ينضم اليها العضو بكامل وعيه واختياره ومن اشراط الحزب ان يكون تنظيما ديمقراطيا مفتوحا للكافة دخولا وخروجا وكفاءة الفرد واهليته هي التي تحدد مكانة الفرد فيه ودوره ولكن يبدو ان احزابنا في السودان لاتملك من هذة العناصر الا اسم الحزب فلو كانت احزابنا بتلك المو اصفات وتعمل باليات ديمقراطية لما حدثت فيها التشققات والانقسامات التي نشهدها حاليا
الاحزاب العقائدية اكبر معيق للعملية الديمقرطية لانها لاتسعى للسلطة لتحكم المدة التي يقررها الدستور ثم ترجع للصناديق بل تسعى للسلطة كوسيلة لتغيير البناء الاجتماعي والاقتصادي الذي يقوم عليه المجتمع فهي لاتؤمن بتدوال السلطة لذلك يصبح الانتماء اليها عبارة ادلجة اي اعادة صياغة للفرد واذا خرج الفرد عليها يكون كمن ارتكب جرما في حقه وفي حق الحزب ويصبح كمن خان القضية لذلك قال الراحل المقيم الاستاذ محمد ابراهيم نقد في احدى حوارته مع الاستاذ ضياء الدين بلال ان اي انقسام او خروج عن الحزب عبارة عن انقطاع شريان يسيح الدم
الاحزاب الطائفية تفتقر هي الاخرى لكثير من عناصر الحزب السياسي العصري لان القيادة فيها وراثية فالبعد الديني فيها هو الذي يكرس الزعامة ويؤبدها في البيت الطائفي ولعل المفارقة ان احزابنا الكبيرة الامة والاتحادي عند ساعة نشاتها فصلت بين الطائفة والحزب فوقفت قيادة الطائفة بعيدا القيادة السياسية في الحزب . نعم كانت تدير الحزب بالريموت ولكنها احتفظت بمؤسسات الحزب وبنائه الديمقراطي ولو كان ذلك صوريا وكان يمكن ان تتطور العلاقة بين الطرفين الي مزيد من الليبرالية ولكن للاسف تطورت في الاتجاه المعاكس فقبضت الطائفة على مفاصل الحزب فتحولت الي احزاب ابوية
هذة العيوب الخلقية التي لازمت نشاة الاحزاب السودنية وتطورت معها هي التي ادت الي التمزق كما انه ادت الي ظهور التكوينات الجهوية والعنصرية والقبلية وتكلست القيادات واصبحت الاحزاب تدار بطريقة ماسونية وظهرت فيها اللوبيهات ومراكز القوى لذلك اي خروج عنها يعرض الخارج لحجار وسكاكين اللوبيهات ومراكزالقوى المتناحرة ويغلف ذلك بالكلام عن الخيانة و تنفيذ لمؤامرة او استجابة لعدو بينما في النظم الحزبية الديمقراطية الليبرالية كاملة الدسم الخروج عن الحزب لايشكل اي قضية والانضام لحزب ليس بالضرورة ان تصحبه اي جلبة او ضوضاء فالفرد لابل قطب الحزب يمكن ان يصبح في حزب ويمسي في حزب اخر
بعيدا عن التجريد فالننظر الان لقضية جماعة التصحيح في المؤتمر الوطني اي ما اصطلح عليه مجموعة غازي وكيف ان مذكرتها والعقوبة التي وقعت عليها اقامت الدنيا ولم تقعدها فاللجؤ للمذكرة يدل على تصلب في شرايين الحزب وابتعاد مكان اتخاذ القرار فيه عن قاعدة الحزب . توقيت المذكرة يدل على ان كاتبيها كانوا يتنظرون حدوث ثغرة في جدار الحزب . العقوبة تدل على المكايدة وكل هذا يشئ بان هذا الحزب عبارة عن خليط من بقايا قوة عقائدية وبقايا مسحة دينية وبقايا قوة حداثية وكل سلطة دولة مضافا لذلك امراض الحياة السياسية السودانية
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]