عبد اللطيف البوني

لاقمح ولاوعد ولاتمني


[JUSTIFY]
لاقمح ولاوعد ولاتمني

ثورة اكتوبر التي شهدها السودان في 1964 نخطي اذا حاكمناها بما حدث بعدها من انحدار سياسي فهذة الثورة قامت بها النخبة بحثا عن وثبة سياسية ولكن للاسف جرت الرياح بما لايشتهي السفن لدرجة ان احد قادة تلك لثورة قال لو استقبلت من امرئ ما استدبرت لما خرجت ضد نظام عبود . شاعرنا العظيم محمد المكي ابراهيم هو اروع واكثر مع وردي من غنى لاكتوبر وفي احدى اكتوبرياته قال ( باسمك الاخضر ياكتوبر الارض وتغني / والحقول اشتعلت قحما ووعدا وتمني) فعبقرية الشاعر تتمثل في اضافة الوعد والتمني للقمح فالقصة ليست قصة اكل فقط انما في ابواب الامل التي انفتحت باكتوبر فاكتوبر لم تكن ثورة جياع كما هو الحال في انتفاضة ابريل التي اعقبتها بعد عقدين من الزمان
هذة الرمية اردنا التوسل بها للحديث عن ازمة القمح والدقيق والرغيف التي نعانيها اليوم فالحكومة تقول انها في حزمة سياساتها الاقتصادية الكارثية التي اعلنتها في الاسبوع الاخير من سبتمبر المنصرم انها رفعت الدعم عن المحروقات ولكنها لم ترفع الدعم عن القمح عليه ينبغي ان تظل اسعار الخبز على ما هي عليه ولكن اصحاب المخابز يقولون ان صناعة الخبز تدخل فيها اشياء اخرى غير القمح كالجازولين والغاز والايدي العاملة وحاجات تانية كلها اسعارها ارتفعت وبالتالي لابد من ان ترتفع اسعار الرغيفة الا واصبحت الشغلانة ما مغطية . حكومة ولاية الخرطوم قالت انها سوف تضع معالجات حتى يستمر سعر الرغيفة على ماهو عليه وفي هذا اللت والعجن ظهرت التباين والتفاوت في اسعار الخبز وفي احجامه لابل وحتى في وجوده العضوي . قبل ان نغادر هذة المحطة نقول اننا مصدقين وباصمين بالعشرة على ان هناك دعم ودعم كبير للقمح والدقيق والمستوردين ولكننا نسال اسئلة ليست برئية كم حجم هذا الدعم ؟ وكيف يتم ؟ علما بان القمح والدقيق يستورده تجار فالحكاية فيها (بق ان ) اي ان كبيرة وانا مابفسر وانت ماتقصر
السيد نائب البرلمان صرح للصحف يوم الخميس المنصرم بان مخزون القمح الموجود في البلاد يكفي لمدة 25 يوما (قمنا على اللكلكة ) هذا التصريح بغض النظر عن السياق الذي جاء فيه تصريح مزعج جدا جدا . ولنا ان نسال او نتساءل هل وجود ما يكفي لهذة المدة المذكروة اعلاه امر عادي ؟ هل هناك بواخر في طريقها للسودان محملة بالقمح والدقيق وهي الان في جبل طارق مثلا ؟ هل هناك احتمال ان لاتصل امدادات جديدة بعد انقضاء ال25 ؟ السيد نائب رئيس البرلمان هل حصل على هذة المعلومة بحكم وضعه الدستوري الرقابي الا فوزارة التجارة هي القيمة على هذا الامر؟
لعل خير ختام لفليم القمح ما طفحت به صحف الخرطوم الصادرة ليوم الاربعاء الماضي من ان هناك شركة امريكية سوف تزرع الف فدان قمح كتجربة في الجزيرة وبما ان الذي صرح بذلك وزير الزراعة في الجزيرة وليس مدير مشروع الجزيرة فهذا يعني ان هذة الالف فدان ستكون خارج مشروع في الجزيرة لعلم القارئ ان الجزيرة بها اراضي خصبة وواسعة خارج المشروع على العموم هذا الخبر قد جاء مدغمسا ويحتاج متنه للكثير من الشرح والتوضيح سياسيا واقتصاديا والي حين ان يتم ذلك فاننا نكتفي بالتعليق قائلين ( هذة الشركة الامريكية العمى اليعميها ما بتشوف مشروع الجزيرة دا كلو ؟ ولامشروع الجزيرة حارسه البعوعي ؟)
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]