سعد الدين إبراهيم

ضحك الرجال بكاء ..

[JUSTIFY]
ضحك الرجال بكاء ..

قدم الزميل كفاح في قناة الخرطوم في برنامجه الذي يقدم فيه مختارات من النت.. قدم الطفل كيم الذي يعزف ببراعة على آلة (الكمان) بصحبة اوركسترا عالمية.. وقد كان رائعاً.. لاحظت أن أربعة من الحضور كانوا يبكون وهم يتابعون عزف الطفل صاحب الثلاث سنوات..

قلت لماذا يبكي هؤلاء ومن هم؟.. خمنت ربما كانوا أقرباء الطفل المعجزة أمه.. أبوه.. عمه .. خالته.. لكن ما دواعي البكاء ياترى.. هل هي دموع الفرح…. أم دموع الإعجاب.. أم هو تعبير إنساني بالبكاء..

قبل فتره سألتني الكاتبة الماهرة فاطمة محجوب كرار.. بمناسبة زواج ابني سؤالاً بدا غريباً.. هل بكيت في عرس ولدك.. ثم اردفت في الفترة الأخيرة كل عقود القران التي حضرتها صحبها (جعري) وبكاء حار في مناسبات زواج الأبناء والبنات.. هي تريد أن تعرف هل هي ظاهرة عامة أم الصدفه هي التي جعلتها تلاحظ ذلك..

قلت لها: والله بكيت.. خاصة عندما ساقني أحد الشباب لنبشر في ابني العريس، وكان الفنان حسن شرف الدين يغني رائعة مكاوي وعبدالوهاب الصادق(ست الريد بقت قسايه).. وهذه الأغنية تحديداً تحلق بي حيث لا امنيات تخيب ولا كائنات تمر.. وحينذاك طفرت دموعي وبكيت.. لا أعرف بسبب الأغنية أم بسبب الموقف أم أن الآباء عموماً يبكون في مثل هذه المناسبات.. بالنسبة لي فأنا من البكائين عموماً.. إن استمعت الى أغنية تثير الشجون تطفر دموعي على سبيل المثال عندما استمع الى أغنية (لن أحيد) للعطبراوي طوالي تَف.. تَف.. دموعي تنزل..

عموماً تساؤل فاطمة جعلني اتفكر.. سألت بعضاً من الذين تزوج أبناؤهم معظمهم قالوا: لا لم نبك.. بعضهم اعترف بالبكاء.. فهل اولئك الذين لم يبكوا كذبوا باعتبار البكاء شينة منكورة.. أم أنهم قاسية قلوبهم.. أم انهم كبروا بموجهات الرجل الشرقي بأعتبار أن الرجال لا يبكون،

وكثيراً ما زجر الأب ولده: ياود بتبكي مالك انت بت؟ أو ياولد مالك بتبكي زى البنات مع أنه سبحانه وتعالى أضحك وأبكى دون تحديد لنوع الباكي أو الضاحك.. لعله من أقوالنا المآثورة مقولة (ضحك الرجال بكا) اي انهم عندما يجب أن يبكوا يضحكون وفي هذا اعجاز منهم.. عموماً دواعي البكا مؤخراً أصبحت كثيرة.. ألا تلاحظون إن الأيام أصبحت تمر بسرعة ولا نأبه لذلك مع أنها خصم على أعمارنا واقتراب من النهاية المحتومة.. عموماً يبكي الناس عندنا في السراء والضراء.. ربما لأن الجميع يعلم إن آخرتا كوم تراب.

ومع ذلك فأنا أحب أن اعمر طويلاً لنفس أسباب الشاعر (جُحظه البرمكي) وهو شاعر من البرامكة وذلك حين قال:-

سألت الله تعميراً طويلاً … ليبهجني بخطب يعتريكم

أخاف بأن أموت وما ارتني صنوف الدهر ما أهواه فيكم..
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]