سعد الدين إبراهيم

ماقلنا ليكم ..


[JUSTIFY]
ماقلنا ليكم ..

بالنص كتبنا هذا المقال يوم 2 فبراير 2006.. أعيده الآن بمناسبة خروج دكتور غازي صلاح الدين وجماعته من سرب المؤتمر الوطني ليغردوا بعيداً ولسان حالي يقول: أنحنا قبيل شن قلنا.. وكان عنوانه «عندما يعوعي الديك» ونشر في جريدة الصحافة عمود «النشوف آخرتا».

ü النص:

ما ذكره الأستاذ فضل اللّه محمد عن معارضة الضلع.. أي معارضة أبناء الجسم الحزبي الواحد.. مع تسليط الضوء على تجربة الحزب الحاكم لأنه الحزب الوحيد في الساحة الذي يتمتع بمواصفات الحزب.. كلام يستحق المناقشة.

إذا تجاوزنا الخطوط.. وسلمنا بأن المؤتمر الوطني حزب واعترفنا به.. فهل هو حزب سياسي يمتلك مقومات وإمكانات وقدرات الحزب؟.. ما يسمى بمعارضة الضلع.. وظواهر غيرها كثيرة هي مقدمات لإيصالنا إلى نتيجة مؤداها أن الحزب ينقصه التنظيم.

الحزب الحقيقي تتصارع فيه الأفكار نعم.. وتنتقد فيه الأدوار وتسعى فئات فيه إلى تغيير المراكز.. أن يؤمن بالنقد الذاتي.. ألا يخشى النقد إذا جاء من الأعضاء.. فإن هدفه يكون مخلصاً وصادقاً.. الحزب الحقيقي يطرح برنامجه الموضوعي لا الخيالي.. مجابهة الواقع لا تبني الأحلام. لكن يجب أن يحدث ذلك في «حوش» الحزب.. في الديوان الخاص.. إن النقد عندما يتحول إلى منبر الصحافة يصبح مشاعاً فيتيح بلبلة للحزب.. ومن ثم يؤدي ذلك فيما بعد إلى الانقسام.. حين لا يسمح «الشطر» بالرضاعة للجميع.. وهذا الأمر ينبغي أن يكون ميثاقاً تعرفه العضوية وتدافع عنه.. ميثاق غير مكتوب نعم.. لكنه ملزم.. الحق ينبغي ألا يخلط بين الخاص والعام.

المؤسف أن الذي يقف في خندق معارضة حزبه لأنه فقد منصباً أو تراجع مركزه لا يستحق الانتماء للحزب.. فهو يخلص للمنصب والمركز لا للحزب ومستقبله.. بل لا يستحق المواطنة ذاتها.. فلن يبني الانتهازيون وطناً.. بل يدمرونه وبالتالي فلن يتأتى لهم بناء حزب حر ونظيف بسقف معقول.

إن عيوب الأحزاب غير الحاكمة لا تتضح إلا عند الممارسة.. ممارسة الحكم.. المعمل الذي يختبر النظرية وتطبيقاتها.. ويختبر الناس ومعادنهم.. فالسلطة شهوة والكرسي مرغوب رغم سخونته.

في الدول النامية.. حيث البناء النفسي المختل للناس.. يتقاعس الأخيار ويتراجعون لينأوا بأنفسهم عن الشبهات.. أن يظلوا شرفاء لا يسعون إلى قيادة أو إلى مركز.. مع أن القيادة والمركز لا يتأتيان إلا بعلم ودأب.. بفكر وفن.. بإبداع خلاق..

أعرف أن كلامي هذا لا يؤخذ على محمل الجد.. مع تمنياتي أن ينجح حزب فيكون قدوة.. والحزب الناجح لا يخشى ضياع السلطة.. لأنه إن أضاعها سيعمل على استعادتها فتلك لعبة يتقنها.. والحزب الناجح لا يهاب ضياع الفرصة.. فالفرص القادمات أجمل وأحسن وأشمل.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]