تشابُك غرامي..!!!
ü والتشابُك هذا قد يحدث في كل زمان ومكان ولكننا هنا بصدد حكاية من حكاياته من وحي المعايشة ..
ü فرفيق صبانا ( صالح ) – بحلفا – كان يحب بنت الجيران (وردة) حباً شغل عقله حتى عن واجباته الدراسية..
ü ونسبةً لحساسيّة القصّة – وخصوصيّتها – فإنّنا استبدلنا الأسماء الحقيقية بأسماء (مُتلاعب) بها ..
ü مُتلاعب بها بمثلمنا كان بطل (قصتنا) هذه يتلاعب بنا نحن ..
ü فلم يعد صالح يعي الدروس في المدرسة، أو يستذكرها في البيت..
ü فالعقل في حالة انشغال دائم بوردة..
ü ونحن كذلك صرنا في حالة انشغال دائم بحكاوي صالح التي لا تنتهي عن حبه الذي اكتشفنا بعد ذلك أنه كان من طرف واحد..
ü وردة قالت ، وردة فعلت، وردة سوت ، وردة همست، وردة ……
ü ونحن ـ (يا مصدّق يا مآمن) ـ نسرح بخيالنا مع حكايات عشق لا يجد إبن حينا (وحيد) مثيلاً لها حتى في أفلام شامي كابور التي كان مُغرماً بها إلى حد الجنون في ذاك الزمان..
ü ثم نُفاجأ بعد ذلك أن وردة المسكينة لا قالت، لا فعلت ، لا تركت، لا راحت، لا (جات)…
ü هي لم تكن تعلم حتى بذيوع قصة حب بين أولاد الحي يُفترض أنّها بطلتها..
ü فلو أنّها علمت ـ ربما ـ لكفّت عن إلقاء التحيّة على شباب الحي حين تصادفهم في بعض الأمسيات سائرين في الطرقات التي تحفّها الأشجار من كل جانب..
ü فتحيتها هذه نفسها ـ مصحوبة دوماً بابتسامة تلقائية ـ تضحي بقدرة قادر فصلاً من فصول روايات صالح الغرامية تجاهها..
ü فهي تحيّة غير مصوّبة نحو أحد من السائرين إلاّه ..
ü سيما إن كانت مصحوبة بابتسامة ..
ü ثم جاء اليوم المشهود الذي علمت فيه وردة ما علمه سكان الحي أجمعون..
ü فغلطة الشاطر بألف كما يقولون..
ü وكذلك غلطة غلطها صالح ـ رغم تشطّره في سرد حكايات صدقناها نحن ـ كلّفته (انفضاحاً!!) أمام العشرات من زملاء الدراسة وسكان الحي..
ü وكلفته كذلك تهاوي العشرات من صروح قصص العشق التي شيّدها بالسهر والدموع و(الخيال!!)..
ü والغلطة المذكورة سببها ما يقابل (التشطّر( هذا من (بلادة) في مجال الدراسة لانشغال المحل ـ داخل الرأس ـ بحركة المناسبة الغرامية..
ü فقبل نحو أسبوع من افتضاح أمر صاحبنا صالح كانت هنالك فضيحة (تمهيدية) قد حدثت في المدرسة..
ü فضيحة عرضية مهّدت للفضيحة الجوهرية..
ü فقد استمع أستاذ العلوم بالصدفة إلى صالح وهو يترنم في فناء المدرسة بأغنية لوردي (سرق!!) فيها الكحل من عين الحبيبة – بقدرة قادر – ليتصدق به على عين الدّب..
ü فعِوضاً عن ( وخطّاك والهدب المكحل) غنّى مجنون وردة (وخطاك والدّب المكحل!!)..
ü وضحك الأستاذ حتى بان ضرس عقله المسوس…..
ü ولضحكه ضحكت المدرسة كلها….
ü ثم بعد أيام كان نصيب صالح من أسئلة أستاذ العلوم ـ خلال الحصة ـ سؤال عن حيوانات قطبية مفترسة..
ü وبعد صمت بدا للأستاذ وكأنه سيدوم اليوم الدراسي كله صاح في صالح ساخراً: (ومّال فين الدّب المكحل بتاعك؟! راح الكوافير وللا إيه ؟! ) ..
ü وبنهاية اليوم الدراسي ذاك كانت القصة بـ (مسبباتها!!) قد سرت في حيِّنا سريان (هبّوت) قصب السكر المحروق في سماء حلفا..
ü وتكفّل أولاد الحي بشرح ما خفي من المسببات هذه..
ü وتكفّلت وردة بالباقي ….
ü تكفلت بـ(صالح)…..
ü أو بلأحرى ؛ بما ( بقيَ!!) منه …
ü ثم تشاء الأقدار أن تخط للحكاية خاتمة درامية تشابه نهايات الأفلام العربية ..
ü فقبل فترة التقيت مصادفة بوردة هذه – في شارع الجمهورية – وقد أوشك أن (يذبل) نضارها ..
ü وبتذكر قصة صالح – في سياق إجترار الذكرات – فاجأتني (بطلتها) بإعترافٍ كان سيضاعف من آلام زميلنا العاشق هذا لو أنه درى به في حينه ..
ü فقد كانت تحب واحداً من أبناء الحي حباً يفوق حب صالح لها ..
ü ولكن المحبوب الذي كانت تخصه بـ(إبتساماته) تلك – والتي ظنها صالح له – أدمن تعذيبها بتجاهله المستفز لها ..
ü لقد كان يحب- حسبما علِمَتْ أخيراً – فتاةً من حي التوفيقية الأنيق ..
ü (رغم إنها لم تكن في مثل جمالي) ؛ هكذا قالت بأسى ..
ü ثم ترقرقت دمعةٌ – بأثر رجعي – في عينيها !!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة