مصطفى أبو العزائم

إعلام شبابي شعبي جديد..


[JUSTIFY]
إعلام شبابي شعبي جديد..

بالأمس زارني ثلاثة شباب من بينهم فتاة، وعرفوني بـ «مهمتهم» قبل أن يعرفوني بأنفسهم، ثم قدّم لي أحدهم «كارتاً» تعريفياً أم بطاقة تحمل اسمه «جميز إسماعيل عمر» وجهته التي ينتسب لها «شبكة المواطن الأخبارية» وصفته «المدير العام»، وقدم لي مع زميله وزميلته تعريفاً مختصراً عن هذه الشبكة الأخبارية الشبابية، وقالوا إنها مشروع من مشروعات إحدى الشركات الخاصة بالإنتاج الإعلامي والفني، وقد أنشئت بمبادرة من مجموعة صحفيين شباب رأوا أن يؤسسوا لوكالة أنباء «مستقلة» تعنى بصحافة المواطن من خلال تطوير الخدمة الأخبارية وأشكال التحرير الصحفي كافة.

عرض عليّ أهل الشبكة رؤيتهم للعمل الذي يريدون تقديمه، وعلمت أنهم حصلوا على تصديق لمزاولة النشاط المهني في العام 2012م من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، مؤكدين على أن فلسفتهم تنبع من أن الإعلام أصبح ضرورة نفسية واجتماعية وصار الإنسان «يتغذى» على الأخبار و«ينمو» بالفكر ـ مشيرين إلى أن سياستهم التحريرية مستقلة قوامها المهنية والدفاع عن قضايا المواطن والإنسانية.

أعجبتني الفكرة والجرأة والطرح والمبادرة، وهذا كله يعتبر من مقومات النجاح لأي عمل جديد، خاصة إذا كان القائمون بأمره يرون أن المطروح أمامهم على الساحة، إما أنه لا يعبّر عنهم، وإما أنه لا يفسح لهم مجالاً لطرح أفكارهم وتنفيذها على أرض الواقع، وإما أنهم يرون ضرورة تكملة النقص في ميادين الإعلام.

وعدت هؤلاء الشباب بالمساندة والمساعدة، وتذكرت كيف كنا نتمرد على القوالب المهنية القديمة، وكيف كنا نسمي من سبقونا في هذه المهنة ولا يقبلون التطور ولا الأفكار الجديدة، تذكرت كيف كنا نسميهم بـ«الديناصورات»، وخرجنا بنتيجة كانت ضرورية و«حتمية» وهي أن التطور أقوى من ثقل الأفكار القديمة وأن «المعرفة» أقوى من «الجهل» حتى وإن كان الجهل نشطاً متحركاً على ألسنة الأدعياء.

وقبل أيام استقبلت خريجة مبادرة لم تقدّم لي فكرة عمل فحسب، بل قدمت مشروعاً مكتملاً «جاهزاً» هو الأول من نوعه في السودان، لم يقف معها أحد من أجل أن تنهض بالفكرة إلا قلة من زملائها وزميلاتها، وقد أنشأت بالفعل إذاعة الكترونية حملت اسم «سبيد ميديا فايف» تبث على شبكة الانترنت، وطلبت إليّ مساعدتها وبقية زملائها في تقديم الأفكار واختيار البرامج ومقدميها، واسم الخريجة ذات الجرأة والقدرة «فاطمة محمد طه»، وقد وعدتها خيراً، إلى أن تكتمل بقية الإجراءات والتصاديق الرسمية.

حذرت أصحاب الشبكة وجماعة البث الالكتروني، ألا يقعوا في فخاخ الآخرين من أدعياء المعرفة الذين يدخلون عليهم من أبواب التمويل فيخسروا الاثنين معاً، الفكرة.. والتمويل ويصبح حال الممول ومن معه كحال صاحب الحافلة أو الركشة، كل همه أن يجمع الإيراد!!
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]