رأي ومقالات

عصام الحسين : خُطواتك إلى القصر .. تبدأ بـ «قولة تَكْ»!!

[JUSTIFY]بسهولة جداً، تستطيع إقناع الناس برُقيّك وعلو كعبِك عليهم، حتى إذا خطبت فيهم كنت أنت الجهباذ الأشوس والمدافع الصلد والألمعي ذائع الصيت، ثم إذا انفضوا قال أحدهم «كلام سيدي كُل حِكم إلا ما بتفهم»، وببساطة يُمكنك أن تصنع لنفسك أُبهة ويشار لك بالبنان طالما أن أقوالك «مطلوقة ساي» ولا يتبعها عمل أو لا تُطالب بذلك في الغالب، وإن استعصى عليك الأمر ووجدت الناس قد انفضوا من حولك، وأُشكل عليك جمعهم وقد سئموا حديثك المكرور والممل، فما عليك إلا اتباع ما سيأتي، وإني لك من الناصحين.

في البدء يمكنك لفت الانتباه، وهنا يلزمك التحلي بروح المغامرة والتهور، كأن تُجاهر بالعداء كفاحاً وليس من وراء حجاب، وتقول لـ «غنماية المك تَكْ»، وفي هذه الحالة يُزج بك في السجن، وإذا دخل معك اثنان، فقل لأحدهما إن الاعتذار واجب للذي يظن أنه ناجٍ، حتى إذا خرجت التف من حولك الناس وجعلوك على خزائن الأرض .. فكن لهم أميناً. أما إذا انفضوا مرةً أُخرى، فعليك استخدام الخطة «ب»، لكن أحرص على فعل ذلك بحذر شديد لِما سوف يترتب عليه من مخاطر جمّة .. أولها أن أتباعك يُحزنهم جداً المساس بعقيدتهم وإن كان من قبِيل المطالبة بفصل الدين عن الدولة، وثانيها الاعتقاد السائد بأن منبر الداخل أعز وأكرم من منابر الفرنجة، لذلك خذها مني نصيحة: قبل أن توقع على أي «إعلان» اعلن رفضك الشكلي للعلمانية وقُل من باب الاستهلاك السياسي أن منبر الداخل يحتاج لضامن من الخارج، وأن حملة السلاح هم في الأصل دعاة سلام وسلاحهم ذاك للاستخدامات السلمية فقط ويهُش به البعض على أغنامهم.

إذا لم يفهم البعض مساعيك الحثيثة لقيادة بلا أطماع فلا تبتئس، بل امض بخطوات ثابتة إلى أرض الله الواسعة، تتخذ من مصر سكناً، وهناك يمكنك إخراج ما في جُعبتك من خطط وتكتيكات مستقبلية، لعل الله يجري على يديك الخير لشعبك أو يزدادوا كيل بعير، ولا بأس إن كانت أُولى خُطواتك إلى مقر الاتحاد الأُوربي، قل لهم ما لم يقله مالك في الخمر، طالبهم برفع العقوبات عن شعبك بشروط وضمانات.. وإلا فكيف تُرفع العقوبات وأنت في المنفى وليس في القصر. عفواً سيدي .. نصائحي هذه مجرّبة، ومضمونة النتائج، وما عليك إلا أن تتبعها خطوةً بعد خطوة، وتبقى لي عندك «الحلاوة» .. فأُصبِحُ لك ناصحاً أميناً، وإني إذن لمن المقرّبين.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]