تحقيقات وتقارير

القرصنة الإلكترونية.. عندما يصبح المجتمع فريسة

[JUSTIFY]يشكل الانترنت بيئة خصبة لجرائم النصب والاحتيال التي ازدادت يوما بعد يوم مما ساعد على انتشارها وتكاثرها، فلم يعد المجرم اليوم بحاجة الى أدوات أو آلات تقليدية لارتكاب جريمته، فالمجال اصبح أوسع بكثير من خلال التطور التاريخى للانترنت والذي أسهم في فتح الأبواب المغلقة فهو بلا حارس او رقيب الأمر الذي ادى الى ظهور الجرائم الألكترونية المتخصصة في سرقة البطاقات وصور الفتيات واستخدامها، ومن خلال النصب على البنوك وتحدث الجريمة الالكترونية بأشكال مختلفة عبر بوابة الابتزاز والتهديد والاحتيال وغيرها.
نماذج للجريمة من أخطر الجرائم الإلكترونية أشانة السمعة وانتهاك الحرية الشخصية والجرائم المخلة بالآداب العامة والسلوك وقد تزايد هذا الشكل من الجرائم مع انتشار المواقع الاجتماعية«مثل الفيس بوك وتوتير» وغيرها، ومن البلاغات التى أحيلت الى محكمة جنايات امبدة بلاغ في حق طالبة جامعية احتالت على خالتها. وتشير وقائع القضية الى أن الطالبة كانت تقيم مع خالتها وقامت بسرقة بطاقة الصراف الآلى وسحبت مبلغ «5آلاف» جنيه وتم اكتشافها عن طريق كاميرا المراقبة . وقضية أخرى لم يكتمل الفصل فيها تدور حيثياتها حول صاحب بوتيك تعرف على فتاة عبر اتصال خاطئ فطلب منها الحضور إليه فى مكان عمله وعندما جاءت استأذنته لأخذ هاتفه الجوال وخرجت من المحل بمبرر ان لديها اتصالا مهما وظل يترقب عودتها وخرجت مخلفة وراءها كيساً كانت تحمله عند حضورها للمحل لتأخذ بدلا عنه هاتفه الجلكسى الذي يقدر ثمنه بحوالي 3 آلاف جنيه. وبلاغ آخر ترجع تفاصيله الى أن الشاكية تعرفت على المتهم عبر الفيس بوك واصبحا أصدقاء على أمل ان تتوج تلك العلاقة بالزواج، وبعد ان توطدت العلاقة بينهما طلب منها ان تسلفه مبلغا ماليا بمبرر ان لديها بضاعة مرسلة من الخارج فقامت بإعطائه سلسلا وخاتما بكل حسن نية لتتفاجأ بعد ايام باختفائه وإغلاقه جواله، فدون في حقه بلاغ وأحيل الى المحكمة التى أصدرت قرارا فى مواجهته بالسجن 3 شهور وغرامه 200 جنيه وفي حال عدم الدفع السجن شهرا وتعويض الشاكية مبلغ الذهب 1970 جنيها.
ضعاف النفوس من الجرائم التي يمكن ان يطلق عليها جرائم عادية بسبب تكرارها الجرائم عبر الهاتف وهي التي يرتكبها ضعاف النفوس من خلال إرسال رسائل باسم شركات الاتصالات تنص على فوز الشخص بجائزة مقدرة مثل سيارة او غيرها وذلك بقراءة اربعة أرقام ثابتة من الشريحة ويطلبون من الضحية تحويل رصيد بمبالغ كبيرة وبذلك يكونون ضحية لواحدة من أشكال الجرائم الالكترونية.
وقفة قانونية ويرى المستشار القانوني وخبير جرائم الالكترونية مولانا عبد المنعم عبد الحفيظ أن الاحتيال عن طريق الواتساب من أكثر الجرائم شيوعاً لأنها فى متناول أيادى الجميع وقال إن الاحتيال عن طريق «التصيد» والتي تعني المجرم الالكتروني الذى يقوم بابتزاز الضحية وجعله فريسة سهلة بدفع مبالغ مالية طائلة تتم عبر البنوك والبيوتات التجارية، وهي عملية إجرامية تتضرر منها الشركات وأصحاب الأعمال وأيضاً تستخدم في استدراج الأطفال ويتصيدون بها تجار المخدرات لغسيل الأموال. وأقر مولانا عبد المنعم بضبط عدد من المخلفات التي تتعلق بجريمة التصيد، موضحاً أن المادة 11 من القانون الجنائي تنص على محاكمة المجرم الالكتروني، وقال إن الجريمة الالكترونية تأتي بأشكال عديدة منها الغش والخداع بإيقاع المجني عليه في أن يكسب مبالغ مالية، وأكد أن المجرم يقوم بإنشاء حساب وهمي ويوهم المجنى عليه انه يعمل فى شركة كبرى ويطلب منه أن يتعامل معه وذلك بإرسال مبلغ واسترداده مضاعفاً عبر البريد الالكتروني. وقال إن العقوبة سنتان ومصادرة الأجهزة، مضيفا أن الجرائم التي تتم عبر الانترنت منها السرقة عن طريق الفوائد وهى تنص عليها المادة 13 ويكسب عبرها المجرم عائدا غير مشروع. وأوصي مستخدمي الانترنت خاصة برامج التواصل الاجتماعي بعدم جعل كلمة السر معروفة للجميع والتعامل مع الأشخاص الذين يثق بهم.

صحيفة الانتباهة
منى عيدالله
ت.إ[/JUSTIFY]