منسقو الأغنيات: الـ “دي جي”.. وظيفة جديدة تحت قبضة الشباب
ولكن فور سماع الـ (دي جى) سيبدو لك الأمر مألوفاً فهو ليس سوى قرص يحوي مجموعة من الأغاني، ويعمل المُنسق على إدخال بعض المؤثرات الصوتية عليها، ليكون الناتج موسيقى تطرب الجميع في تسلسل للأغاني يرضي جميع الحاضرين، ما دفع الناس إلى الاستعاضة بهذا الوافد الجديد بديلاً للمغني، فحفلات الـ (دي جى) ينظر إليها البعض بصفتها (رخيصة) نوعا ما، بينما يراها آخرون (مودرن) وتلبي جميع الأذواق.
محترفون وهواة
كثيرون من محبي الموسيقى والغناء اتجهوا لسماعها عبر الـ (دي جى)، فهذه الأقراص التي تُدار بواسطة المُنسق لتأتي بموسيقى يطرب لها السامعون، حتى أصبح عادياً جِداً أن تسمع بأن فلاناً هذا يعمل (دي جي) أو منسقاً للأغاني، بحسب مُسمى اتحاد المهن الموسيقية، فالمهنة لا بد أن يتم التصريح بممارستها من قبل الاتحاد بمسمى وظيفي جديد، ولكن عدد المصرح لهم بممارسة المهنة بسيط جدا، مقارنة بعدد الهواة، لما يترتب على ذلك (الاحتراف) من قوانين وأحكام، يصعب التوفر عليها إلاّ عن طريق الممارسة المستمرة للمهنة.
وعثاء البحث عن فنان
عبد المنعم الفاضل المعروف بـ (فنو دي جي) حصل على عضوية اتحاد المهن الموسيقية كمنسق أغانٍ منذ خمس سنوات، وهو طالب بكلية الهندسة المدنية ومقيم بالإمارات.
يقول (عبد المنعم): كلمة دي جي ظهرت في بدايات القرن العشرين وهي اختصار لــ((desk jocky وفي السودان ظلت هذه المهنة غير معروفة إلى وقت قريب، باعتبار إن الـ (دي جي) ثقافة غربية ومجتمعنا بطبعه ينفر من أي شيء جديد وغريب، ولكن الأمر اختلف الآن، بعد أن تم الاعتراف بهذه المهنة واستصدار بطاقة ورخصة لمزاولتها، إلاّ أن الترخيص غطى عدداً قليلاً بحسب احترافية المنسق.
من جهته، أصبح المجتمع أكثر تقبلاً لحفلات الـ (دي جي)، وزادت الطلبات على حفلاته التي يعتبرها الجميع بأنها ترضي جميع الأذواق، خاصة بعد أن أصبحت تحتوي على الأغاني السودانية، ويشارك فيها حتى كبار السن، وهي عادة ما تكون احتفالاً بزواج, أو نجاح أو (حنة أو جرتق)، فتوفر للأسر عناء البحث عن فنان تفادياً للأسعار الخرافية.
وعن المناسبات الأخرى التي غالباً ما تُحيا بالـ (دي جي)، يقول (عبد المنعم): مثل حفلات التخريج والاستقبال، أعياد الميلاد، النجاح، وحفلات رأس السنة، كما أن المطاعم الكبيرة دأبت على تنظيم حفلات الـ (دي جي) للترفيه على زبائنها.
الجمع بين النقيضين
عادة ما يلجأ الناس إلى حفلات الـ (دي جي)، لأسباب كثيرة، أولها أنها تتيح للمستمعين طلب ما يريدون سماعه، فيستطيع المنسق أن يرضي الجميع، علاوة على أن أسعارها مناسبة، إلا ما يميزها بحق، أنها تجمع النقيضين، فهي أكثر انشاراً بين الطبقات الأرستقراطية والشعبية.
أخيرا يظل السؤال مطروحاً، عما إذا كانت مهنة الـ (دي جي) مهنة مبتكرة، أم أنها لا تعدو أن تكون تقليعة جديدة سرعان ما ستندثر؟ أم لتحل محلها مهنة جديدة؟
تنزيل عبد المنعم: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]