عبد اللطيف البوني

أبيي , من هنا نبدأ


[JUSTIFY]
أبيي , من هنا نبدأ

يبدو أن مشكلة ابيي هذه لن تنتهي بأخوي واخوك ويبدو أنها لن تكون القندول الذي سوف يشنقل ريكة السلام بل سوف تظل فزاعة ترفع لتهديد السلام والامن الاجتماعي في البلدين وإن شئت لغة الدراما فقل انها كعب اخييل سلام السودان بشقيه وكرت ابتزاز محلي واقليمي ودولي وشرح هذا الامر سوف يطول . لكن دعونا نقف في اليوم العلينا دا اي في هذه اللحظة فالاتحاد الافريقي ممثلا في وفد مجلس السلم والامن التابع له والذي زار المنطقة زيارة مشهودة قال وعلى لسان رئيسه وبالفم المليان لأعيان وزعامات المسيرية انه لم يعترف بالاستفتاء الذي اقامه ناس دينق الور وانه رفض استلام نتيجته وانه قال لقيادات الدينكا إن حل القضية بيد الرئيسين البشير وكير، الامر الذي اغضبهم فكادوا أن يفتكوا بالوفد لولا تدخل قوات اليونسيفا.
اذن ورقة الاستفتاء المضروب حتى الآن ليس لها مفعول طالما أن الاتحاد الافريقي (سيد الجلد والراس) في الحتة دي قد رفضها ولكننا سمعنا خبرا يقول أن هناك موفدا من حكومة الجنوب للخرطوم يحمل نتيجة الاستفتاء قادم الى الخرطوم (عشان يعمل شنو؟ ) ليس هذا فحسب بل هناك خبر يقول بأن مجلس التحرير التابع للحركة الشعبية سوف يناقش نتيجة الاستفتاء فاذا تبناها سوف يرفعها الحزب للحكومة لتتبناها هي الاخرى إن كان ذلك فإن حكومة الجنوب قد (لعبت علينا).
امران جعلا مسألة ابيي ملحقة في العلالي الاول ما اشيع انها غنية بالنفط فالواقع يقول انه الآن ليس بها الا حقل دفرة وهذا الحقل تراجع انتاجه من اربعة آلاف برميل الي اقل من الف يوميا ولكن بترول حقل نيم وهو خارج ابريل ومقدارة سبعة آلاف برميل يقطع مائة كلم ليصل دفرة ومنها يقطع مائتي وخمسين كلم تقريبا ليصل الى مجمع هجليج النفطي الكبير وهذا يعني أن ابيي مجرد ممر ولو أن بترول نيم له خط ناقل مباشر لهجليج لتوقف العمل في ابيي تماما فإذن غناء ابيي بالبترول لا يجب قبوله كمسلمة، هذه واحدة اما الثانية فمثقفو دينكا نقوك كانوا اهم فصيل في الحركة الشعبية على ايام جون قرنق وظلوا المتحكمين في حكومة الجنوب بعد الانفصال ليس بثقلهم القبلي بل بكفاءتهم الذاتية وها هو سلفاكير يطيح بهم في تغييراته الاخيرة لذلك جاءوا بفكرة الاستفتاء لقبيلتهم لإحراجه ويبدو انهم نجحوا في ذلك.
ومهما قلنا عن حداثة مصطلح استفتاء فإنه في النهاية رجوع للقبيلة فاذا كان ما ذهبنا اليه صحيحا بأن ابناء نقوك قد فقدوا الاتحاد الافريقي والى حد ما حكومة الجنوب فلم يبق لهم الا السند الدولي وهذا سند يحتاج لدعم محلي واقليمي حتى يقف على ارجله.
ابيي لن تذهب للجنوب بهذه السهولة ولكنها في نفس الوقت لن تبقى مرتاحة كجزء من السودان وستظل معلقة وهي تحمل في جوفها بلاوي متلتلة، فعلى اعيان وزعماء ومثقفي وسياسيي المسيرية أن يضعوا ورقة عمل يجمع عليها كل اهل القبيلة لكسب الجولة الحالية من معركة ابيي ثم النظر في الجولات القادمة وهذه الورقة يجب أن تكون ملزمة لكل السودان حكومة وشعبا كما يفعل ناس الور هناك وان جاز لي أن اقترح لابد أن تكون البداية بإحراق ورقة الاستفتاء المضروب ومن ثم الغاء فكرة الاستفتاء نهائيا وهذا لا يحتاج الي قومة نفس فقط شوية بولتيكا.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]