حراك القيادات الإعلامية
إذا صدقت توقعات بعض الصحف عن التغيرات المرتقبة في قيادات الأجهزة الإعلامية، فإن ذلك يحتاج الى وقفة، بدا منطقياً ترشيح الشفيع عبدالعزيز لقيادة النيل الأزرق، كذلك ترشيح عبدالعظيم عوض للإذاعة القومية، فهما أبناء المؤسسة ويعتبر هذا حراكاً طبيعياً.. لكن ترشيح ابراهيم الصديق لسونا بدا غريباً.. فهل لا يوجد داخل سونا من انتظر هذا المنصب لينتقل إليه بحكم تراتبية العمل.. ألا يوجد في القيادات الوسيطة من يستحق قيادة المؤسسة من أبنائها.. كذلك جاء ترشيح عوض جادين لقناة الشروق.. وهو لا اعتراض عليه وله نجاحات تذكر في القومي والإذاعة، ولكن ألا يوجد في كوادر الشروق من يستحق أن يكون قائداً من الذين ينتظرون الفرصة.
هذا الأمر يحتاج الى وقفة حتى في الصحف الخاصة يذهب رئيس التحرير لأي سبب فتذهب الإداره أو الناشر بعيداً ليأتي برئيس جديد.. أما كان الأولى والطبيعي أن يتم تصعيد نائب رئيس التحرير أو مدير التحرير ليشغل هذا المنصب الذي يستحقه بحكم عمله في المؤسسة (لتسنم القياده).
معجب أنا بتجربة الصحافة القومية في مصر فإذا أخذنا على سبيل المثال مجلة صباح الخير.. نجد أن المحرر يبدأ العمل ثم يتدرج حتى يصل الى منصب رئيس التحرير الذي يغادر بسبب بلوغه سن المعاش.. لذلك كللت التجربة بنجاح وباستمرارية.. الآن أكثر من خمسة من رؤساء التحرير السابقون تحولوا الى كتاب في المجلة يثرونها بتجاربهم، ويؤكدون الانتماء اليها، هنالك مثلاً يكتب رؤساء التحرير السابقين مفيد فوزي، ولويس جريس، ورؤوف توفيق، ورشاد كامل، ومحمد عبدالنور، ونجد أنهم تسلموا رئاسة التحرير رغم تخصصهم المهني فمفيد فوزي اشتهر كمحاور وميزته حواراته الجريئة.. ولويس جريس تميز بمتابعاته السياسية والثقافية.. ورؤوف توفيق تخصص في السينما.. ورشاد كامل في التوثيق ومراجعة التاريخ المعاصر.. ومحمد عبدالنور كان صحافياً شاملاً يتم ذلك بتراتيبية أقرب الى تراتيبية القوات النظامية وبذات الضبط والانضباط.. وأزعم إنه بسبب ذلك ظلت مجلة صباح الخير من أوائل المجلات العربية إن لم تكن الأولى.
تجد ذات التجربة في الإذاعة القومية.. فيبدأ المذيع أو المعد أو المخرج صغيراً ثم يتدرج حتى يصل الى منصب المدير.. الآن معتصم فضل بدأ مخرجاً صغيراً حتى وصل الى مرتبة المدير وقبله صلاح الدين الفاضل.. وقبله محمد سليمان.. وصالح محمد صالح.. والخاتم عبدالله وأبوالعزائم وصالحين.. صحيح في مرتين تقلد منصب المدير واحد من خارج المؤسسة، ولكن كان قريباً من الإذاعة ولم يمس هيكلها كثيراً أو قليلاً.. وذلك في تجربتي (حديد السراج وعوض جادين)، لذلك ظلت الإذاعة القومية ثابتة الاداء ولعلها تظل الأولى رغم زحام اذاعات الإف ام، بل أحدثت تجارب من ضلعها أثبتت نجاحات مقدرة على سبيل المثال اف أم ميه .
أقول هذا متمنياً حراكاً للأجيال الجديدة حتى يكون الهدف أمامها واضحاً والإخلاص والإنتماء للمؤسسة ديدن كل العاملين لأنهم يحلمون بأن يكونوا قادة وهذا حقهم الطبيعي.
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]