صلاح الدين عووضة

(إيش نسوّي)..؟!!


[JUSTIFY]
(إيش نسوّي)..؟!!

ü من حكم السودانيين الشعبية البليغة (القلم ما بزيل بلم)..

ü والحكمة هذه أتذكرها كلما رأيت صاحب درجة علمية رفيعة يأتي بفعل- أو قول- منافٍ لأبسط قواعد الذوق واللباقة و (الإتيكيت)..

ü قواعد يراعيها الكثيرون ممن لم يُؤتوا حظاً من العلم بحسبانها من المسلمات في الشأن (الاجتماعي)..

ü ومن الغريب أن واحدة تحمل درجة الدكتوراة في (الشأن الاجتماعي) هذا- على سبيل المثال- ينطبق عليها تماماً المثل القائل (القلم ما بزيل بلم)..

ü فـ(الدكتورة) هذه لا تكتفي بـ(مصادقة) طليق أختها وإنما تهاتفه في حضورها- وحضور زوجها الحالي- وهي تقذف باسمه من فمها مصهوراً بكل الذي يُصهر به (المقذوف) من فوهات البنادق..

ü وحين تُواجه- صاحبة شهادة الاجتماع المذكورة- بعتاب على مفارقة سلوكها هذا (أدب العلائق المجتمعية) تتحصن بعبارة (إنه يساعدني) التي لا محل لها في الإعراب إلا في عالم (البلم)..

ü وآخر يحمل درجة (الأستاذية) في اللغويات لا يجد من بين اللغات التي يجيدها مفردة (واحدة) تصلح أن ينطق بها (ذوقاً) إزاء خدمة يقدمها له آخرون..

ü فهو لا يحسن- أبداً- أن يقول (شكراً) أو (كتر خيرك) أو (جُزيت خيراً) ولو كان الذي يستحق المفردات هذه يبُّزه شهرة وقبولاً ونجومية رغم أن (خادمة المنزل الأجنبية) تحتم أبجديات (الذوق الاجتماعي) أن تحظى بمثلها..

ü وثالث- تنسحب عليه حكاية «القلم ما بزيل بلم» هذه- يصرخ في وجوه منسوبي (جهة ما) رفضاً لأن يُعامل كما يُعامل (العامة) من الناس باعتباره شخصاً (مميزاً) يحمل جنسية دولة أوروبية ذات شأن..

ü ويتناسى (الدكتور) هذا- أو ينسى أن الناس في بلاده يعلمون- أن الدولة التي (يفاخر) بالانتساب إليها (جوازاً) لا كبير فيها على اللوائح والضوابط والقوانين ولو كان رئيس الوزراء نفسه..

ü ورابعة- إمرأة ذات (تخصص)- تتأفف في مناسبة عامة من (الحر) وهي تقول دونما حياء: (بلدكم دي سخنة شديد) رغم أن (بلدها دي) لم تفارقها إلا قبل نحو عامين حين أُبتعثت إلى بلد (غريب) لنيل التخصص المشار إليه..

ü ولأن (القلم ما بزيل بلم) فقد غادرت حاملة شهادة الماجستير هذه وطنها وهي (سمراء من غير سوء) وعادت إليه (بيضاء بكل سوء) حتى كادت أن (تنكرها) أرضه ونيله وسماؤه وطيره وشجره..

ü وخامس- دكتور- يُفاجأ أهل حيِّه (الشعبي) بلسان منه هو إلى ألسنة الخليجيين الذين مكث بين ظهرانيهم حيناً أقرب من ألسنة السودانيين..

ü وعندما يتساءل (الضكتور) في ختام حفل الاستقبال الذي أقامه له أهل حيِّه هؤلاء (الحين إيش أسوِّي؟!) يرد ظريفهم مغمغماً (والله أنحنا اللي مش عارفين الحين إيش نسوِّي؟!)..

ü و(الحين لا ندري إيش نسوِّي)- نحن أيضاً- مع ظواهر (القلم ما بزيل بلم) هذه؟؟؟!!!!
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة