سعد الدين إبراهيم

سأقتني طائرة ..


[JUSTIFY]
سأقتني طائرة ..

كلما سألوني: ماعندك عربية ليه؟ قلت لهم هذا موقف فباستطاعتي إقتناء عربة بالتقسيط من الموديلات المنتشرة.. سبب خفي قد يبدو فيه غرور .. إنني طالما صبرت كل هذا العمر فلن أقتني عربة أي كلام، لابد أن تكون عربة من العيار الثقيل، وقد قرأت إن رجل أعمال اشترى سيارة صالون بمبلغ مليار ونصف تقريباً.. لم أرى العربة ولكن إن اقتنيت عربة فستكون مثلها أو أفخم.. لكني غيرت رأيي.. سأشتري طائرة أى نعم طائرة.. طائرة سودانية بمبلغ مماثل لمبلغ رجل الأعمال الذي اشترى به سيارته الجديدة.. لست مجنوناً.. ولا راميني جمل.. هذه الفكرة واتتني وأنا أتجول عبر جملونات مجمع صافات للطيران وشاهدت بأم عيني طائرات سودانية.. صافات واحد و اثنين وثلاثة.. صناعة سودانية.. فقررت أن أشتري واحدة.. وهى طائرة يمكن أن يقتنيها أي رجل أعمال بثمن عربة.. حقيقة مجمع صافات إنجاز سوداني يقوم بأعمال صيانة الطائرات وتصنيعها، وله باع في التدريب وفي ضلعه وحدة وقاية المحاصيل.. ومكافحة الآفات الزراعية بجانب قسم للأبحاث وهي شركات مكملة لبعضها ومتجانسة حسبما أشار لنا رفاقنا في الجولة من المهندسين الشباب

حقيقة الطائرات صغيرة ولكنها لأداء أغراض فعالة.. مثل المكافحة للآفات ورش المبيدات الطاردة للحشرات.. بجانب الطائرات الصغيرة ولنقل الركاب.. وفي هذا أمل كبير في تطور الصناعة إلى أن ننتج طائرات كبيرة للنقل وهى صناعة كبيرة.. تفتح كوة لآمال عريضة في قدراتنا على التصنيع..

فتجربة جياد رائدة ومعروفة في صناعات العربات.. إذن فلدينا الإمكانات بالضرورة لصناعة عجلات.. ودراجات تجارية.. وركشات..

حقيقة أخذت أحلم بأننا يمكن أن نصنع محلياً لعب أطفال بكل أشكالها.. فالذي يصنع طائرة صغيرة يمكنه أن ينشئ مصنعاً لصناعة لعب الأطفال ويغزو بها الأسواق.. سرحت في كنوزنا من الخامات المخبوءة تحت الأرض والتي وصلت حتى (الماس).. إذن فلدينا المواد الخام فما الذي يمنعنا من دق صدورنا ونبدأ.. والمشروع الكبير يبدأ صغيراً..

بجانب ذلك مجال صيانة الطائرات.. وقد كنا نشكي حتى وقت قريب من طائرات تتساقط كل فترة.. إذن فهذه نافذة يمكن أن نفتحها على مصراعيها..

كما أننا يمكن أن ندرب طيارين مهرة في قسم أُعد لذلك بتجهيزات مقدرة، ولا شك إن الأبحاث تفضي إلى خطط استراتيجية تجعل الأحلام ممكنة.. عرفنا أن المجمع قام بتوريد كمية من الأجهزة الخاصة بالطائرات وهذا ملمح آخر..

سنشارك ربما اليوم بعرض طائرة في دُبي.. وذلك في حد ذاته إنجاز.. كأنها رسالة للأشقاء تنفي عنا شبهات الكسل والتراخي.. نحن فقط كلما أنبتنا أجنحة قلموها حتى لا نقوى على الطيران.. لكن مع ذلك لدينا المقدرة فما بالك لو وجدنا تعاوناً دولياً مقدراً.. وصناعة الطيران بالضرورة تحتاج إلى شراكات حتى يكتمل إنتاجها..

عموماً هذا منتج ليس بالهين.. مكتوب عليه بمداد الصبر والمصابرة والجد والإجتهاد (صنع في السودان)..
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]