صلاح الدين عووضة

السيسا..!!!

[JUSTIFY]
السيسا..!!!

والـ(سيسا) التي نعنيها هنا ليست هي (السيسا) الخاصة بأجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا..

هي ليست كذلك وإن كان ثمة صلة تتمثل في (الأمن) و (الأمان) و (التأمين)..

فـ(السيسا) الأثرية- بالشمال النوبي- كان من ضمن مهامها توفير (الأمن) لإنسان حضارة ذياك الزمان ورصد (الإختراقات)..

و(السيسا) التي تلتئم في عاصمة بلادنا هذه الأيام معنية كذلك- حسبما تقول شعاراتها- بالشيء ذاته تجاه إنسان الدول الأفريقية..

أما إلى أي حد نجحت (الثانية) في الذي نجحت فيه (الأولى) فذلك ما نترك إجابته ل(التاريخ) و (الوقائع) و (الضمائر)..

نعود لـ(سيستنا) النوبية، ولكن لا لنتغنى فيها كما فعل (رمز العز النوبي السوداني) وردي في رائعته (صواردة شو) وإنما لنشير إلى مفارقة خاصة بالمنطقة التي كانت خاصة بـ(التأمين) هذه..

وفي سياق المفارقة هذه نشير إلى أن وردي حين سُئل- في مقابلة تلفزيونية قبيل رحيله- عن المنطقة التي تشلمها أغنيته النوبية تلك قال إنها من عكاشة شمالاً وحتى دنقلاً جنوباً..

وعكاشة- للعلم- هي آخر بلدة في الحدود الشمالية للسكوت المحس والتي من بعدها تبدأ منطقة حلفا..

أي كأنما حلفا هذه خارج (المظلة التأمينية) للـ(سيسا) الواقعة في منطقة المحس جنوباً..

ومن المنطقة هذه أُختير شخص- يدور همس كثيف حوله- ليشغل منصب المعتمد لمحلية حلفا..

همس نشير إليه (كما هو)- دون أن نُثبت أو ننفي حيثياته- بما أنه قد يوحي بـ(إنعدام الأمان) لدى سكان المحلية..

والهمس هذا متعلق بـ(المؤهل الأكاديمي) لمتحِّزب إنقاذي اُستجلب من منطقة مجاورة للـ(سيسا) ليشغل منصب المعتمد في حلفا..

فما لم تطمئن قلوب أبناء المحلية إلى أن معتمدهم لا تشوب سيرته (الأكاديمية) شائبة فإن الأمان الـ(سيسوي) الذي استثنى منه وردي حلفا- في «صواردة شو»- يمكن أن يكون ذا شبه بذاك الذي تعكف عليه دول (السيسا) الأفريقية كل عام..

ومموشي سيدا و (الآخرون)- من منطقة السكوت المحس- الذين يُحيلوننا إلى (سجلات) مدرسة عبري الوسطى نقول لهم إن ما يهم هو (إطمئنان ضمائر) أبناء المحلية إلى أن الذي (وُلِّي أمورهم) هو (جدير) بالمنصب الحساس هذا..

فإن انتفت (الطمأنينة) هذه فسوف يتصاعد الهمس إلى أن يبلغ مرحلة الإحتجاج (الجهري) بأعلى مما (جهر) وردي- في «صواردة شو»- تفاخراً بالإنتماء إلى حضارة عنوانها (الأمن والأمان والتأمين)..

أما إن كان (التأمين) الذي يشغل أذهان أصحاب القرار في عاصمة الولاية- دنقلا- هو (التأمين) على صحة استثناء وردي حلفا من منظومة منطقة الـ(سيسا) فهم قد نجحوا في ذلك بإمتياز..

وعلى أبناء محلية حلفا- في الحالة هذه- أن يشبهوا قرارات الوالي بطائر يطير (كيفما اتفق) لا كطائر وردي في رائعته المذكورة..

ثم يتغنوا خلال زيارة الوالي لمنطقتهم: (كَوَرتي تو سِكِر آق وآي؟!!»..

ويتكفل المعتمد نفسه- من ثَّم- بمهمة الترجمة في سياق طلبه لـ(الأجر) الذي جعله يقبل بمنصب المعتمد!!!!!
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة