مصطفى أبو العزائم

ضد الإحباط..

[JUSTIFY]
ضد الإحباط..

رغم الظروف القاسية التي تواجه صناعة الصحافة في السودان، ورغم يقيني التام بإرتفاع تكلفة تحرير وطباعة وتوزيع الصحف، مع تعسّر شديد في تحصيل قيمة الإعلانات، وإرتفاع قيمة عمولات منتجي الاعلان سواء كانوا أفراداً أو وكالات إعلانية، ومع الضغوط التي تواجه الصحف يومياً في تحديد أكبر قدر ممكن من التخفيضات للمعلنيين، رغم كل ذلك، ومع تعدد وإرتفاع الضرائب والرسوم الحكومية والمحلية، كنتُ- ولا زلت- مع توفير هذه (الخدمة) بالسعر الذي يُمكِّن طالبها الذي تستهدفه إدارات التحرير في كل صحيفة، من الحصول عليها، بهامش أرباح قليل يغطي تكاليف هذه الصناعة المرهقة.

مشكلة الصحافة في السودان، إن البعض ينظر إليها كـ(سلعة) لها تكلفة إنتاج محسوبة، ولابد أن يقابلها عائد بيع مجزٍ، يحقق أرباحاً (مادية)، قبل تحقيق أية أرباح (معنوية) تتمثل في الانتشار وقوة التأثير على الرأي العام، وعلى متخذي القرار، وسوف يظل الصراع بين وجهتي النظر التي تقول أولاهما إن الصحافة (سلعة) بينما تقول الثانية إنها (خدمة)، سيظل الصراع قائماً، بين المستثمرين، وبين أصحاب العمل الرسالي.

ومنذ بروز إتجاه برفع سعر نسخة الصحيفة إلى جنيهين ونصف الجنيه، لم أكن- شخصياً- مع هذا الإتجاه، رغم شبه الاجماع عليه، وظللت إنافح قدر جهدي في ألاّ يصل سعر النسخة إلى ذلك المبلغ، وإن كان من زيادة- وهي لازمة وضرورية- فلتكن خمسين قرشاً فقط، بحيث لا يتجاوز سعر الصحيفة الجنيهين، على الأقل في البداية، إذ ربّما يحدث تحسن في سعر العملة الوطنية أمام الدولار، أو تحدث (معجزة) بأن تتدخّل الدولة وتقلص عدد وحجم ونسبة الضرائب، والرسوم الحكومية والمحلية التي تواجه صناعة الصحف، بدءاً من المطابع، مروراً بمدخلات الطباعة المُعينة لهذه الصناعة، وإنتهاء بإلغاء بعض الضرائب على الصحف، والتعامل مع مطابع الصحف في حالة إستيراد الورق بالعملة الأجنبية بما يتم التعامل به بالنسبة للدولار الجمركي.

الصحافة والصحفيون مع إستمرار الصدور، ومع تحقيق أكبر قدر من الإنتشار والتوزيع، لأن ذلك يجلب الاعلان، فالمعلن الذكي، لا يتجه نحو الصحافة (القاعدة) محدودة الإنتشار، والاعلان يعتبر عصب العملية الاقتصادية في صناعة الصحافة.

حمدتُ الله كثيراً أن حدث (إجماع) بين الناشرين على عدم تخطي حاجز الجنيهين بالنسبة لسعر النسخة من الصحيفة، أما الذين تشددوا فآثروا أن يظلوا على ما كانوا عليه، وهذا حقهم في تحديد السعر الذي يرونه مناسباً للدفع بهذه (الخدمة) إلى طالبها.. ولم أكن منزعجاً بالنسبة للزيادة الجديدة و (الطفيفة) في سعر الصحيفة، التي لم تتجاوز الخمسين قرشاً، لذلك جبت صباح أمس مناطق عديدة بدأت من شمال كرري وحتى وسط الخرطوم، للوقوف على توزيع الصحيفة، وكلفت بعض الزملاء بالصحيفة بإجراء مسح مماثل في مناطقهم حتى نقف على أثر الزيادة الجديدة على توزيع الصحيفة.. ولكن و بحمد الله تعالى كانت الكميات المطروحة من خلال منافذ التوزيع هي ذات الكميات المعتادة، وظل سحب القراء الكرام للصحيفة هو ذات السحب، اليومي المعتاد.. بل أنني توقعت أن تكون نسبة توزيع عدد الأمس أعلى من مثيلاتها في الأيام الماضية بسبب إهتمام الرأي العام بمجريات إنعقاد مؤتمر الشورى القومي للمؤتمر الوطني، ومتابعة تفاصيل إستقالة «كاشا» وغيرها من موضوعات، الحمد لله..
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]