الجهات الأربع
من الشمال تقول الاخبار إن المزارعين يشكون مر الشكوى من انعدام تقاوي القمح علما بأن الشمال هو موطن القمح الأصلي في السودان ومعدل الإنتاج فيه لا يقل عن المعدل العالمي في كندا وفي امريكا اما حاجة السودان للقمح فلا نحتاج هنا للتحدث عنها ويكفي أن فاتورة القمح فاقت الملياري دولار (بنات حفرة) طبعا قمح الشمال لا مكان له في المطاحن الكبيرة التي تطحن القمح المدعوم فهذه عندها كلام حتى في قمح اوكرانيا الرخيص وهذه قصة اخرى تحتاج لخبير لفك طلاسمها لكن كدى خلونا في تقاوي الشمال فما هو السبب في عدم توفرها علما بأن قمح الشمال بيسد فرقة ما هينة.
من جهة الغرب تقول الاخبار إن نيالا ما زال حظر التجوال ليلا مستمرا فيها كما أن شيخ الولاة السيد كبر اعلن حالة الطوارئ في شمال دار فور وأن السيد عبد الحميد موسى كاشا قد ودع الاهل والحبان في الضعين واتجه للخرطوم وهو يتأبط استقالته كوالٍ لشرق دار فور وان الجيش الوطني قد اشتبك في شرق الجبل مع المتمردين في مستهل معارك الصيف وان حربا دارت بين قوات عبد الواحد وقوات ابو القاسم إمام كما أن حرب المعاليا والرزيقات لا تتوقف الا لتبدأ من جديد وكذلك المسيرية والسلامات. الواضح أن في دار فور الكل اخذ يقتل الكل، فكل واحد رافع السلاح في وجه اخيه، لا دولة ولا قاضي ولا بوليس ولا شهود، فيا جماعة الخير دار فور دي ماشة على وين ؟
اما الجنوب فالحمد لله اصبح لدينا جنوبان، الجنوب القديم الذي اصبح دولة والجنوب الجديد المدور الآن، ففيما يتعلق بالجنوب القديم فآخر اخباره أن الرئيس سلفا الذي خرج من السرير الابيض على حد زعم صحافة الخرطوم قد جمد مؤسسات الحركة الشعبية وبهذا يكون لحَّقها حكومته التي كان كبتنها باقان اموم وان السيد الدكتور مشار قال انه سوف يعرض على البرلمان نتيجة استفتاء ابيي لإجازته، وهكذا اصبحت ابيي ورقة داخلية في الصراع الرئاسي الجنوبي . اما جنوبنا الجديد فالسيد وزير الدفاع يقول إن الجيش في قمة الجاهزية لمعارك الصيف والبروف غندور يقول إنه جاهز للذهاب لأديس للتفاوض مع قطاع الشمال وقطاع الشمال يقول انه اصبح جبهة ثورية كبيرة تتحدث الآن مع الاوربيين ودكتور عبد الرحمن سليمان يقول انه حضَّر امصاله لتطعيم اطفال المنطقتين ولكن الجيش الشعبي رافض ونحن ما عارفين نقول شنو.
اما من الشرق فقد جاءتنا التحلية لقد استمعت ومن خلال قناة البحر الاحمر المتألقة للسيد محمد طاهر ايلا أمام مجلس تشريعي ولاية البحر الأحمر وهو يقدم خطاب الدورة فكان المجلس مكتظا عن آخره وفي غاية الإنصات لأن الخطاب كان مليئا بالمنجزات وبالنسبة لنا مليئا بالمدهشات اذ استعرض ايلا منجزاته في حقل الاقتصاد والاستثمارات والصحة والتعليم والثقافة والسياحة تبارك الله وما شاء الله وعينا باردة لقد اسرني الخطاب فأكملته كله دون أن احس بأي ملل او سأم او كذب والذي يحيرني هنا وما يتحير الا مغير أن هناك بعض الولاة في جهات السودان المختلفة يريدون أن ينشئوا قنوات فضائية . تنشئوها عشان تقولوا فيها شنو ؟
واخيرا حتة صغيرة في كلماتها وهي تقاوي القمح المضروبة في الجزيرة ما لقيت ليها جهة عشان اختَّها فيها فمن منك يدلني على جهة غير الجهات الاربع لكي اضعها فيها ؟ يبدو أن الحكاية رباعية وقدها خماسي.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]