الطاهر ساتي

حماد ح يشتت الورق

[JUSTIFY]
حماد ح يشتت الورق

:: ( هيثم وحماد)، تنافسا في إختبار عملي لشغل وظيفة (ساعي البريد) باحدى الشركات الحكومية..كان لهيثم ( ضهر قوي)، بيد أن حماد إعتمد على خبرة سابقة..ولإختبار سرعتهما، سلم رئيس لجنة الإختبار كلاهما عجلة رالي و مستندات، ثم أمرهما بتوصيل المستندات إلى مكان غير بعيد والعودة سريعاً.. تسابقا نحو المكان المشار إليه..وعاد حماد بعد خمس دقائق : ( خلاص، سلمتهم المستندات)، ثم عاد هيثم بعد ساعة : ( واااو، الجو كان رومانسي ياعمو، عشان كده مشيت برااحة)..وإجتمعت اللجنة ونظرت إلى زمن وصولهما، ثم إختارت هيثم لشغل تلك الوظيفة بمنطق فحواه : ( سرعة حماد دي ح تشتت مستندات الشركة) ..!!

:: وهكذا دائماً أحكام الأهواء الذاتية في مؤسسات بلادنا، إذ هي أهواء حقيرة و لا تحترم (مصالح الناس والبلد)..فالحديث لايزال عن فضيحة الموسم المسماة بقضية تقاوى القمح التي تُنبت بمشروع الجزيرة لعدم صلاحيتها..وعلى سبيل الأحكام الشتراء الصادرة في هذه القضية، نقرأ ما يلي بالنص : ( كونت وزارة الزراعة فريقاً فنياً لإختبار التقاوى قبل أشهر، وأكد الفريق على أن نسبة إنباتها تقدر بتسعين في المائة، كما أكد الفريق أن جودتها عالية)، هكذا يبرئ بيان رئيس اتحاد عام مزارعي السودان- صلاح الدين المرضي – والصادر صباح الاثنين الفائت،( وزارة الزراعة)..والمؤسف في أمر هذا البيان الساذج عندما حكم ببراءة وزارة الزراعة لم تكن وزارة الزراعة ذاتها قد شكلت ( لجنة التحقيق)..!!

:: ثم بعد الحكم على وزارة الزراعة بالبراءة، يمضي بيان صلاح المرضي في إصدار المزيد من أحكام البراءة.. ويقول بالنص : ( ونؤكد أن دور البنك الزراعي في هذه التقاوى هو العمل التجاري فقط من حيث إجراءات الاستيراد والترحيل والتخزين والتوزيع للمزراعين، ولايتحمل البنك أدنى مسؤولية عن الجوانب الفنية)، أوهكذا يبرئ البيان البنك الزراعي أيضاً..تأملوا تجليات الهوى الذاتي لكاتب البيان في هذا النص..فالبيان يعترف بمسؤولية البنك الزراعي عن الإستيراد والترحيل و التوزيع و(التخزين !!!!)، وبعد كل هذا – وبقوة عين غريبة – يبرئ البنك من مسؤولية ما حدث للتقاوى..وبالمناسبة، حسب نتائج فحص اللجان الفنية في شهر مايو الفائت، التقاوى أفسدها (سوء التخزين)..ودور البنك الزراعي في التخزين معترف به في البيان، ومع ذلك ( البنك برئ)، أوكما يهوى صلاح المرضي..!!

:: أها، بما أن بيان رئيس اتحاد المزارعين برأ وزارة الزراعة وكذلك البنك الزراعي، فمن المدان؟..لم يتجاوز البيان الإجابة على هذا السؤال، إذ يقول بالنص الساذج : ( نرجو من المزارعين عامة ومنتجي محصول القمح خاصة التحلي بالصبر حتى صدور قرار اللجنة الفنية المكونة لهذا الأمر)، هكذا الإجابة، فتأملوها.. سيادته لم يصبر مع الصابرين و الحيارى لحين صدور قرار لجنة التحقيق الفنية التي تم تشكيلها بعد صدور بيانه، بل سارع في تبرئية كل السلطات الوزارية والمصرفية المسؤولة عن هذه التقاوى، ومع ذلك يطالب المزارعين بالتحلي بالصبر لحين صدور قرار لجنة التحقيق..وعليه، ليصادف القرار المرتقب هوى رئيس اتحاد مزارعي السودان شخصياً، وكذلك أهواء كل المفسدين، نقترح للجنة التحقيق بأن يصدر حكماً يدين المزارعين بمشروع الجزيرة ..( ليه المزارع يشتت التقاوى الفاسدة؟)، أوهكذا يجب أن يكون حُكم اللجنة..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]