أضانكم وين؟؟
لا ينفع ولا يجدي بأي حال من الأحوال أن تمارس الحكومة أو أي من مؤسساتها المنتمية لها بشكل أو بآخر.. لا ينفع ولا يجوز أن تمارس طريقة أضانك اليمين وين فتشير إليها من اتجاه الشمال بيدك اليسرى، والطريق الأقرب أن تشير لاضانك اليمين بيدك اليمنى كأقصر الطرق وصولاً اليها والحكومة تستعمل هذه الطريقة في قضايا أساسية وحساسة يفترض أن يعنيها فيها لب الموضوع وعمقه بدلاً من الإمساك بتلابيب أطرافه، بدلالة أن حزب الحكومة الحاكم ظل يشير طوال الأيام الماضية بيده اليسرى نحو أضانه اليمنى، حيث فرغ مذكرة الإصلاحيين التي قدمت له من محتواها الاصلاحي وقلل من أهمية ما جاء فيها من مقترحات أو نقاط رافضة ومحتجة لأسلوب الحكومة في قمع المظاهرات، وأمسك وبشدة بحكاية أن أصحاب المذكرة لم يسلكوا طريق المؤسسية في تقديم مذكرتهم في حين أن القضية الأساسية هي ما جاء في المذكرة وليس كيف قدمت المذكرة! وذات الطريقة كررها رئيس البرلمان السوداني أمس وهو يشير لإضانه الشمال بيده اليمنى ملتفاً بطريق دائري خلف الرأس، حيث ترك كل ما رمته به وببرلمانه العضوة المستقيلة سامية هباني، وتمسك بأن الطريقة التي قدمت بها العضوة المستقيلة استقالتها ليست صحيحة، وكان ينبغي أن تقدمها بغير الطريقة المباشرة التي قدمتها بها من تحت قبة البرلمان وفي جلسة محضورة، ترك رئيس البرلمان كل ما قالته السيدة هباني بداية من اعتراضها على ايداع قانون الاعتماد المالي الذي قدمه وزير المالية مروراً بوصفها للاجراءات الاقتصادية الأخيرة بأنها باطلة، وأن البرلمان يخترق الدستور أمام ناظريه ويوافق ولا يملك مراجعة أي قرار أو حتى محاسبة وزير تم اتهامها للبرلمان بالتضليل القانوني، انتهاءً بدعوتها لرئيس البرلمان نفسه بأن يقدم استقالته، واصفة ذلك بأنه أكرم له من أن يقود جهازاً لا قيمة له، ترك السيد رئيس البرلمان كل هذه التهم التي تهد الحيل ولم يمنحنا دفوعاته حولها ليتحدث عن أن هناك طرقاً متبعة لتقديم الاستقالة!!
اعتقد أن سياسة (اضانك بي وين) هذه سياسة لا تمنح الحلول ولا توجد الاجابات تترك أبواب سوء الظن بالآخر مفتوحة وتترك أبواب الظن بالاستهانة بعقول من ينتظرون إجابات على أسئلة مفتوحة فرجاءً أشيروا لآذانكم من أقرب الطرق، لأننا نعلم أين اليمين وأين الشمال واللولوه لا داعي لها!!
٭ كلمة عزيزةرحلت بالأمس الأستاذة الإعلامية الصحفية والشاعرة نادية عثمان مختار كما ترحل سحابات الخير عن أرض كانت تنتظر أن تهطل عليها زخات فكرها وشعرها ونثرها ونادية، واحدة من الصحفيات السودانيات اللائي منحن الصحافة جل وقتهن واهتمامهن، فكانت نشيطة وحاضرة بتغطياتها وأخبارها وواثقة ومحضورة في برامجها ولقاءاتها!! نعم فجعنا برحيل نادية المرُ لكنه أمر الله الذي لا اعتراض عليه، رغم أن الصدمة كبيرة والفراق حار، إلا أننا لأمر المولى منصاعون وراضون نرفع الأيادي أن يبدلها الله أهلاً خيراً من أهلها وجنة خيراً من الأرض وما عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
٭ كلمة أعزتعودنا أن نكيل المدح والثناء وتسليط الأضواء على من يجلسون في الصف الأول إن أحسنوا الصنع أو اجادوا الفعل وننسى أن نشير نحو كثير ممن يقومون بأعمال روتينية لكنها تتطلب الإجادة والإخلاص والسماحة!! لفت نظري تواجد فردين من أفراد شرطة المرور على أحد صواني المرور ببحري ما وجدتهما في عز الهجيرة ونار القيلولة ألا وهما مبتسمان يحسنان التعامل برقي مع عابري الطريق من راكبين أو راجلين يستحقان أن نذكر اسمهما على الملأ، ليكونا قدوة ومثالاً.. التحية بلا حدود للملازم أول أحمد صديق والرقيب سالم إبراهيم تندل بارك الله لكما في اخلاصكما وحسن خلقكما، ولو كان بيدي تستحقان التكريم والإشادة!!
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]