سعد الدين إبراهيم

العمر مشوار قصير ..


[JUSTIFY]
العمر مشوار قصير ..

قال المذيع محمد يوسف وهو يقدم موجة امدرمان الصباحيه فى قناة امدرمان إنه حزين وهو يقدم احتفاء بدار المسنين فرغم الانجاز فإنه يتألم كيف يقوى الابناء على ايداع ابائهم فى دار المسنين مهما كانت الدواعى.. رأى فى ذلك انتقاصاً من المروءة وكثيراً من العقوق.. مما يطرح تساؤلاً كبيراً : هل دور المسنين ضرورة.. وهل هى حقاً لا تشبه قيم ومثل مجتمعنا؟.. حقيقة الموضوع كبير ويحتاج الى نظرة أشمل..

تحدثت كثيراً عن تداعيات الأسرة الممتدة وزوالها فى المدن .. وظاهرة ايداع المسنين دوراً ظاهرة مدنية بحته أى انها لا تحدث ولا يمكن أن تحدث فى الريف والقرى..تشظت الاسرة الممتدة الى اسر صغيرة.. انفصلت فى السكن والتكاليف.. فاحتاجت الأسرة الى مربية أو جليسة أطفال وكان هذا الدور يؤدى داخل الأسرة الممتدة من افرادها « الجد والجدة .. العمات.. الأعمام.. الخالات والاخوال » ..وهكذا. زادت تكاليف مادية على الأسرة وغالباً ما تكون الزوجة إمراة عاملة لا تتمتع باى فائض من الوقت مع متطلبات تربية الابناء إذن فمادياً لا توجد فرصة لدى الأسرة الصغيرة للقيام باعباء رعاية أحد الوالدين إذا بلغ به العمر عتيا..

وحتى إن تصدوا لهذا الأمر غالباً مايشوبه التقصير ويعانى فيه المسن إهمالاً ضرورياً وغير مقصود لعدم وجود الوقت

للمتابعة.. غالباً ما توكل مهمة رعاية احد الوالدين لفرد من الاسره ويرشح غالباً الابن الكبير أو الابنة الكبيرة.. تصبح عندئذٍ رعاية الوالد والوالدة غير ممكنة وفيها تقصير..

اعتقد إن دار رعاية المسنين تحمل فى اسمها مضامين سلبية .. يجب أن تكون تلك دور للرعاية الصحية والنفسية .. وتتابع الأسرة النزيل.. ومتى ما اصبح مكتفياً من الرعاية يعود للاسرة.. وفائدة ذلك بجانب الرعاية الصحية التى تتطلب معرفة ودراية .. فيجد المسن رفاقاً يشبهونه يسامرهم ويصادقهم ويشكو لهم ويتساند بهم.. ذلك أجدى من أن يبقى وحيداً فى البيت أو الشقة .. الجميع يضجر من الحاحة ومن حاجته الدائمة الى المتابعة..

فلتكن تلك الدور فى بيوت فى داخل الاحياء حيث يجتمع فيها المسنون من ذات الحى فبينهم ذكريات مشتركة على الأقل ومن ثم تتم الرعاية من أفراد من الحى إن وجد التخصص.. أو يعمد الى اختبار مشرفين ومشرفات موثوق فى اخلاقهم وقدراتهم وتعاملهم مع المسنين.. ولتقام لهم أمسيات للترويح الذى يشبههم.. بذلك نكون ابعدنا شبهة العقوق وعدم الوفاء للاباء والأمهات ونكون قد قدمنا خدمة جليلة لهم دون أن يحسبوا انهم غير مرغوب فيهم ..

ربما هى فكرة وسطى ترضى الجميع.. لأنه إذا اردت ان تطاع فأطلب المستطاع .
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]