حسن أدروب : «حلايب» .. لا مثلث على الخط المستقيم

2014/09/12

[JUSTIFY]نعود مرة أخرى للحديث عن منطقتي «بئر طويل» «وحلايب»، وهي العودة التي اقتضتها أهمية توضيح أن قصة «بئر طويل» وسكوت الجانب المصري عن أحقيته في السّيادة عليها يعود في المقام الأول لخلق رأي عام حول الخط الفاصل بين حدود دولتي السودان ومصر، والترويج لفكرة أن الأراضي التي تقع شمال خط عرض «22» هي أراضٍ تتبع للسيادة المصرية، وأن الأراضي التي تقع جنوب هذا الخط تتبع للسيادة السودانية، وهذا التفاف وتحريف للخط الذي وضعه مستر «بول» حاكم مديرية كسلا للفصل بين أراضي الدولتين في الخريطة التي تم اعتمادها كوثيقة تاريخية تم بموجبها التوقيع على اتفاقية العام «1902» بين دولتي الحكم الثنائي «بريطانيا ومصر»، وحين جاء العام «1907م» تم الاتفاق بين السودان ومصر على الاعتراف بتلك الخريطة كمرجع ووثيقة تاريخية للفصل بين حدود الدولتين، وهو ما جرت تسميته لاحقاً بالاتفاقية المعدلة، وهكذا يذهب الخط الفاصل بين حدود الدولتين حين يعبر نهر النيل باتجاه الشرق في مسار مستقيم ثم ينحرف عند منطقة «بئر طويل» باتجاه الجنوب ثم يمضي شرقاً ليصعد بعد مساحة محددة شمالاً وهكذا يتكون مثلث «بئر طويل». وإن نظرت إليه من الجانب المصري وجدته يرسم الرقم «8»، وإن نظرت إليه من النافذة السودانية وجدته يرسم الرقم «7»، وهذا هو مثلث «بئر طويل»، وبعدها يذهب الخط الفاصل بين الدولتين باتجاه الشمال الشرقي حتى يصل إلى ساحل البحر الأحمر وبذا يكون مثلث «حلايب» داخل الأراضي السودانية و«دي كل القصة»!
> ولكن من سعوا للالتفاف حول هذه الحقائق أرادوا للخط الفاصل بين أراضي الدولتين عبور نهر النيل من الغرب إلى الشرق في مسار مستقيم حتى ساحل البحر الأحمر وبذلك يختفي من الخريطة مثلثا «حلايب» و«بئر طويل» معاً فليس في علم الرياضيات كلها مثلث على الخط المستقيم!!
> خلاصة الكلام أن منطقة «بئر طويل» لا تتبع للأراضي السودانية، وحين أتت القوات المصرية لاحتلال مثلث «حلايب» وضعت مجموعة من قواتها في مثلث «بئر طويل» من باب الإسناد لقواتها الموجودة في «حلايب» ثم سحبت هذه القوات قبل عشرة أعوام واكتفت بوجودها في مثلث «حلايب» والسبب ببساطة أن منطقة «بئر طويل» هي عبارة عن وادي غير ذي زرع، بينما تعتبر منطقة «حلايب» ذات أهمية إستراتيجية بالنظر إلى الأمن الإستراتيجي للأمة الإسلامية جمعاء، وهي من أغنى المناطق التي توجد على ساحل البحر الأحمر من حيث الثروات البحرية والسمكية والمعدنية والبترولية، وهناك بئر «أُّوهسا» التي أغلقتها السلطات المصرية بعد الاحتلال وبعد أن تأكدوا من احتوائها على كميات كبيرة من البترول، ويقول بعض الخبراء إن هذه البئر تحتوى على «يورانيوم»، ويدللون على وجوده بالإشارة إلى أن السكان في تلك المنطقة لا يشعلون النار في «الحطب» أو «الفحم» إنما يشعلون عود ثقاب في بعض حبات من الرمل الذي يجمعونه من محيط هذه البئر وهكذا يحصلون على وقود يكفي لإعداد الطعام و«القهوة» طوال اليوم.
> إذن لا توجد أسباب مقنعة للقول إن «حلايب» مثل «بئر طويل»، لأن الأولى غنية بموقعها الإستراتيجي وبثرواتها في البحر والبر، بينما تفتقر الثانية لأبسط مقومات الحياة فلا زرع ولا وقود «حطب ذاتو ما فيها»!

صحيفة الانتباهة[/JUSTIFY]