وداعا ..ناديه عثمان مختار !
مساء ليس كالأمسيات ..قاتم ..خانق ..وبعض إعياء.. الزمني الفراش متدثرة.. احتمي من لا شئ بلاشئ …واهرب من ضيق يجثم علي صدري بالتسبيح والإستغفار … جافاني المنام رغم اني أحبذ النوم المبكر ..كنت اترقب رحمة او توجس ولا أعرف بالضبط أي رياح كانت تسوقني نحو مرساها …
رن هاتفي وكأنني كنت انتظر المجهول …بعبرة إعترضت الحلق بلا سابق سبب … تنهدات وتحمحم إختلطت بموجبها الأصوات لم أتبين المتحدثه التي قالت ودموعها تشرق (ناديه عثمان مختار) توفيت بحادث حركة يازينب …
آه ثم آه إذن هذا هو …الاثنين المكتوم الذي كنت أحسه ولا أحسه …إذن هذا هو سبب إنهزامي …وانزوائي..فالجراح الغائرات بفقد الأحباب والأعزاء نوشك ان نلعق دمائها الحارة من جديد …والغصة والعبرات التي تصارع ومضات السعاده في دنيانا الوهم السراب التي تفرض سلطانها وتتواطء مع الدموع الهميله لتلك الطلة البهية ،والروح الندية ،والبسمة النقية ،وأنس المودة والصحاب …آهِ أيها السارق الذي يجيد سرق اللآلئ والجواهر والنفائس من مكانها بخفة ورشاقة وعلي حين غرة …عدني بأنك لن تفاجئني من جديد …!ونسيت ان الموت بلا عهد ولا ميقات وحين يأتي لا يحيد ..بل يعيد للأحزان رونقها …ويملأنا عويل ..!
وداعاً أيقونة الإعلام ..وداعاً لطلتك البهية وقلمك السّيال ..ورفقتك الحلوة …وإخلاصك وتفانيك …وداعا (أم ايمان) وحيدتك التي تخافين عليها من الهواء …وأنفاس الزهر …وداعاً كما قالت الشاعرة هاجر سليمان ..وداع الراحلين بلا إياب ..بالدمع أو بالبسمة السكرى بألحان العذاب ..وارحل الي اعماق ذاتك والتمس صحراء حق لا تعلل بالسراب..
ارحل الي حيث الحقيقة محضة ماشابها دنس النفاق ولا الكذاب …
ارحل ولا تركن إلي الأرض اليباب …
لاتخش شيئاً ..كل الكون يمضي للتراب …
زاوية أخيره:لازال الموت يمارس في الأحباب كل يوم تلك اللعبة البغيضة …حتي يفاجئنا بغتةً ليلعبها علينا …!!
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]