جمال علي حسن

مبعدون من السعودية.. ضحايا احتيال!

[JUSTIFY]
مبعدون من السعودية.. ضحايا احتيال!

الفقرة الأولى فقط في بيان سفارة السودان بالرياض الذي نشرته الصحف هي الدقيقة والصحيحة أما بقية فقرات البيان فإن المخالفين والمبعدين في السعودية يطالعونها باندهاش..
الصحيح فقط هو أن قرار حكومة المملكة العربية السعودية بتوفيق أوضاع المقيمين بها شمل جنسيات كل الدول ولم يكن يستهدف السودانيين وحدهم..
ولكن المملكة أعلنت عن قراراتها تلك منذ عدة أشهر وفور إعلانها سارعت الكثير من سفارات الدول إلى تفقد أحوال جالياتها ومساعدتها وترتيب أوضاعها قبل أن يتعرض أفرادها لمطاردات ويكونوا عرضة لإجراءات كان من الممكن تفاديها كي يظل رأس المواطن السوداني مرفوعا وقدره محفوظا..
هذا هو عمل السفارات الحقيقي وما ورد ببيان السفارة السودانية بالرياض يختلف عن واقع حال السودانيين في المملكة العربية السعودية مع العلم أن أغلب المخالفين والـ(مجهجهين) في السعودية من الوافدين إليها مؤخرا هم في الحقيقة ضحايا عمليات نصب واحتيال من وكالات سفر ومكاتب استقدام وبعض السماسرة واللصوص الذين يتاجرون في أحلام الشباب وفي ظروفهم الملحة للحصول على عمل وشطب صفة (عاطل منذ التخرج) من عناوينهم..
إنهم يبيعون زيارات قصيرة لمدة شهر واحد للشباب بسبعة وثمانية آلاف.. يبيعون (الفيز) بثلاثين ألف جنيه.. بل يأتي بعض الشباب إلى البحرين مثلا (مفهمينو) أنه وبمجرد وصوله سيتم إلحاقه بقوة دفاع البحرين ويصرف راتب المجند في حده الأدنى 600 دينار أي ما يعادل 12 ألف جنيه ويقولون له إن ثمن الفيزا التي اشتريتها ستعوضه في شهرين فقط.. و(يلف) سنتين بدون عمل بل يتلقى حوالات من السودان لو كانت أسرته مقتدرة أو يعاني ما يعاني لو جاء وظهره مكشوف.. يعاني كي يتمكن من مقابلة مصروفات المعيشة والسكن على أمل الحصول على عمل بعد أن اكتشف أن كل الكلام الذي بنى عليه مشروع الهجرة هو خداع في خداع وكذب واحتيال..
إنهم ضحايا عمليات نصب تديرها مجموعات من السماسرة ومكاتب معروفة في الخرطوم لا رقابة عليها ولا (حد جايب خبر)..
السفارة السودانية بالرياض لم تقم بمهامها على الوجه المطلوب وعلى الصيغة التي كتبوا بها بيانهم.. صحيح أنهم قاموا بمعالجة أوضاع نسبة من المتضررين ولكن كم تساوي هذه النسبة من جملة السودانيين المواجهين بهذه الإجراءات في السعودية.. البيان لم يذكر كم عدد المخالفين بل أورد فقرات فضفاضة مثل (تحملت الدولة نفقات عودة كثير من العاملين الذين خضعوا للقرار).. كم عدد الذين تحملت السفارة نفقاتهم وكم عدد الذين لم تتحمل نفقاتهم ولم تعالج أوضاعهم ولم يسمعوا بهذا الكلام إلا في بيانكم هذا..
السفارات تتفقد رعاياها وتصدر بيانات صحفية مبكرة عن أحوالهم في حالة حدوث أي حدث مزعج في البلد المحدد دعك من مثل هذه الأوضاع..
أين ذلك الوزير الذي تحدث في نيويورك الشهر الماضي مطالبا بـ(جزية) عن المغتربين وطالب بتعويض المؤسسات الدولية للدول المصدرة للكفاءات..؟!
أين اختفى وزير الدولة للخارجية الآن ألا يفكر في استقبال السودانيين الخاضعين للقرار السعودي ولو من باب الاطمئنان على عمليات (إعادة الصادر) كما تسمونه وهو لعمري أهم ثروة في البلاد وهي المواطن والكادر البشري مهما كان مجال عمله.. أو (مجال عطالته) حتى..!

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي