جمال علي حسن

ترشيح البشير!


[JUSTIFY]
ترشيح البشير!

الصفحة التي أطلقتها مجموعة من شباب المؤتمر الوطني على الفيسبوك بغرض التعبير عن الرغبة في ترشح الرئيس البشير في الانتخابات الرئاسية القادمة هذا التوجه هو بالطبع من حق هؤلاء الشباب وغيرهم ولكن الخطورة ليست في ترشيح البشير أو الترويج المبكر لتقديمه مرشحا للحزب الحاكم، المشكلة والخطورة في أن المؤتمر الوطني وحتى هذه اللحظة لم يتجرأ قيادي فيه أو لجنة من لجانه أو حتى صفحة فيسبوك لتقديم اسم آخر غير البشير أو الحديث حتى عن بديل للبشير متفق عليه في حالة إصرار الرئيس البشير على عدم القبول بهذا الترشيح كما يعلن وكما قال السيد النائب الأول في لقاء قناة الجزيرة..

النائب الأول قال إنه متأكد من عدم رغبة البشير في الاستمرار لكنه استدرك الحديث بأن القرار النهائي للحزب، ولو لاحظتم أن أحمد منصور قاطع علي عثمان حين قال لكن لا يملك البشير القرار النهائي، فقاطعه منصور قائلا (لا بل يملك القرار النهائي)..!!

ولو دققنا في معنى (لايملك القرار) فإن قرار الحزب فعلا وحسب المؤسسية هو الذي يحدد اسم المرشح ولكن عبارة (لايملك القرار النهائي) هذه ليست دقيقةلأنه وبعد الترشيح يجب أن تكون هناك موافقة من المرشح لقبوله بالقرار أو الاعتذار عنه لأن قرارات مثل هذه تحتمل الاعتذار.

يعتذر هو ويحتفظ التاريخ بأن الحزب رشحه بالإجماع مثلاولكن هو الذي اعتذر تماما مثل مافعلت السعودية في مجلس الأمن بعد أن فازت بمقعدها بأغلبية الأعضاء لكنها اعتذرت عن القبول به فحفظ التاريخ أنها حائزة على الأغلبية.. لكنها تملك (القرار النهائي) في الأمر والدليل على ذلك أن المجلس لم يجدسبيلا ليلزمها بهذا المقعد..

نقول لشباب الفيسبوك لكم أن تعبروا عن هذا المطلب ولكن وبنفس المنطق الذي تبررون به هذه الحملة فإن حزبكم يعاني من أزمة عدم التوافق على قيادات بديلة وهذه مشكلة حقيقية وكبيرة وكافية لوحدها لأن يعلن البشير تأكيده على التمسك بموقفه ويطالب مؤسسات الحزب أن تتوافق على البدائل الأخرى وأن تطرح للعلن شخصيات قيادية في دائرة الخيارات للترشيح وتجري استطلاعات مبكرة حولها وتدربها على مهارات التعاطي مع مرحلة الترشح..

فالترشح لا يعنيالفوز ولكنه يعني احتمالات الفوز.. أين (آل جور) وأين كل مرشحي الرئاسة في أمريكا.. ألم تجعلهم تجربة الترشح أكثر استعدادا لقيادة أكبر دولة في العالم..

هل المؤتمر الوطني غير قادر على الإفصاح عن أسماء من الممكن تقديمها للمنافسة..؟ لماذا يتجنب هذا الحزب الخوض في هذه المسألة..!!

أليس في الأمر غرابة..؟! خاصة وأن حزب الإسلاميين مليء بالكوادر المؤهلة تنظيميا وسياسيا وعلميا حتى..؟!!

إن موضوع ترشيح البشير لولاية رئاسية قادمة هو محاولة للتحايل على أزمة مؤسسية بحجة المؤسسية..

نعم يبررون الأمر بأنها مؤسسية ولكن العلة في المؤسسية نفسها.. وحتى لو قرر الحزب إعادة ترشيح البشير لولاية رئاسية قادمة فإنه ملزم على الأقل بطرح بدائل عليها اتفاق.. فهذا المسار الذي يسلكه هو تعاطي لمخدر اسمه ترشيح البشير..!

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي