!يخسي عليك
وزير ماليتنا العجيب، ينوي رفع الدعم عن البنزين والقمح حسب ما ورد في أخبار أمس على خلفية حديث الوزير لبرنامج (قضايا اقتصادية) بتلفزيون السودان (الثلاثاء)، وبرر الوزير رفع الدعم بأن دعم البنزين يذهب لشريحة غنية تمتلك سيارات خاصة وأن معظم وسائل المواصلات التي يستخدمها معظم المواطنين تعمل بالجازولين! وليزيدنا من الحكمة (شوالاً) أخبرنا الوزير أن الشرائح الغنية أكثر استهلاكا للقمح ومنتجاته!
حسناً، إن وزير مالية الحكومة هذا، علي محمود، ظل يزنّ ويطنّ ويحوم منذ مجيئه حول مسألة رفع الدعم هذه، وكأن بينه وبين الدعم (إن كان هناك دعم) ثأر. والكثيرون يحفظون للوزير تصريحه الظريف عن (الكسرة)؛ ذلك التصريح الذي أضحك وأبكى. ومبرراته لمحاولته رفع الدعم (هي هي) يدور كل مرة ويأتي بها في إلحاح غريب يجعلنا نشك بأن في الأمر ما فيه على الرغم من أنها أوهى من المبررات التي أتت به وزيراً لمالية الحكومة (وليس مالية الشعب)، إذ بالنظر إلى مبرره بأن دعم البنزين يذهب لشريحة غنية تمتلك السيارات الخاصة وكدا؛ نقول للسيد الوزير: أليس من الأجدى والحال هذه أن توضع ضريبة على هذه الشريحة الغنية ذات الفارهات مقابل كل سيارة بدلاً عن أسلوب (الشر يعم) الذي ينوي الوزير تطبيقه على (جماهير شعبنا)؟ وعن قصة أن أكثر مستهلكي القمح هي شرائح غنية نقول (فقط) للوزير: إنت عايش في ياتو دنيا بالله؟ إذ لا يعقل أن تصل (قوة العين) بالسيد الوزير ليكرر قصة (الكسرة) تاني وأن الخبز للأغنياء وعلى الفقراء الرجوع إلى (الكسرة) وكفى الله المواطنين شر رفع الدعم عن القمح! أيريد الوزير أن ندخل من جديد في (لغوسة) النقاش عن (الكسرة وما كسرة ورغيف و…) ولا الحكاية شنو؟ ربما يظن الوزير أن كثرة التكرار تقنع جمهور الـ(شطار).
إن كان الوزير (معصور) من صندوق النقد الدولي وروشتته التي تلزمه ببيع ما لا يملك لمن لا يستحق، وتلزمه برفع الدعم عن أي سلعة حتى لو (فطس) المواطنون جراء ذلك؛ إن كان الوزير معصوراً هذه العصرة مثلاً؛ فليقل بالواضح كدا: (الرووووب)! حينها نحن الشعب قد (نحنّ) لحاله ونقول له: (خلاس عفيناك). أما إن كان الوزير يفعل ما يفعل لأن الحكومة معصورة من المجتمع الدولي الذي (قفل منها البلف)، فلا أجد مبرراً لأن يقفل الوزير (بلف الدعم) عن المواطنين، اللهم إلا أن يكون الوزير (غواصة) للمعارضة في داخل الحزب الحاكم، إذ أن فعلاً مثل الذي ينتويه، هو أكثر من لعب بالنار لو يدري، وهي نار لن تبقي وطناً ولا ذرة تراب من وطن.
إن كان الوزير (زولنا) بحق وحقيقة، فليجد معالجات أخرى لمشكلته، بدل أن يجعلها مشكلتنا (الكيمان مفروزة يا جماعة بين الشعب والحكومة)، وإن كان تحامله على الأغنياء من ملاك العربات مستهلكي البنزين صادقاً؛ فليصك ضريبة على مالكي العربات الخاصة، أم أنهم (واصلين)؟ أما القمح وما أدراك ما القمح ورغيف الخبز؛ فليراجع الوزير نفسه وليسأل من يعيشون بين الناس من معاونيه، إذ من الواضح أن الوزير يعيش في كوكب آخر.
هناك طرق أخرى لمعالجة الضائقة، لكن طالما (الحيطة القصيرة) في متناول اليد، فلا أحد (سيعصر على روحو) من أجل المصلحة العامة. سنعود لهذا الأمر في مرة قادمة.
رسالة بريئة:
أيها الوزير وأشباهه: (Constant dropping wears out the stone ).
أثر الفراشة – صحيفة اليوم التالي