تحقيقات وتقارير

الطلاب: صعوبة في فهم المادة العملية بالجامعة لإنعدام المعامل بالمرحلة الثانوية

معامل علمية تحولت الى مخازن وفصول.. مواد كيميائية خطرة تقبع داخل المعامل المهملة لحد الاغلاق والنسيان .. ماذا حدث للمعامل بالمدارس الثانوية؟ لماذا وكيف تلاشت واغلقت؟ وما هي الآثار السالبة لهذا الوضع على طلاب الجامعات بكليات العلوم؟ وكيف نعيد سيرتها الاولى؟ الزميلة «دار السلام علي أحمد.. أجرت التحقيق التالي الذي يجيب على هذه التساؤلات
——-
؟

شكوى الطلاب
محمد أبو هنية الطالب بكلية المختبرات الطبية بجامعة النيلين يقول: نجد صعوبة في فهم المادة العلمية لعدم تطبيقها معملياً وذلك لغياب الاجهزة الحديثة بالمعامل، ويضيف فهناك معاناة حقيقية لعدم إلمام الطلاب باستخدام اجهزة المعدات الطبية بالجامعات ويضيف ويرجع ذلك لعدم تهيئة الطالب من المرحلة الثانوية نسبة لأن الجانب التطبيقي اكثر اهمية من الجانب النظري، وفيما يتعلق بالمعامل يشير الى ان الطالب حينما يأتي للجامعة ولغياب المعامل بالمراحل الثانوية يتفاجأ بحياة دراسية لا علاقة لها بما هو في الجامعة، ويشير لعدم وجود معمل بالمدرسة التي درس بها ويضيف كنا نعتمد على تلقي المواد العلمية من شرح استاذ المادة ولكن لا نستفيد كثيراً لعدم تطبيق التجارب العلمية بواسطة المعمل ولكي نفهم نبذل الكثير من الجهد في تطبيق التجارب عملياً بمعامل خارج الجامعة وهذا له تأثير على الوقت والجهد على حساب الدراسة الجامعية .
أما الطالبة أمل ابراهيم الحاج تقول درست بمدرسة الزهور النموذجية ولم يكن يوجد بالمدرسة معمل وقد واجهت الكثير من العقبات في دراستي الجامعية لعدم إلمامي بكيفية التعامل مع المعامل فللأسف فقد كنت اسمع فقط عن دراسة المعامل والحصص المعملية ولا ادري ماذا تعني كلمة معمل؟ ولم يحدث ان قام أي استاذ المادة العلمية بالمدرسة بتطبيق المنهج معملياً وتضيف فالالمام بمعرفة المعامل بالمدارس الثانوية يسهل الكثير على الطلاب في الدراسة الجامعية ولكن غيابه يجعل الطلاب في واد والدراسة الجامعية في وادٍ آخر وذلك لأن الاستاذ الجامعي لا وقت له حتى يقوم بعملية تدريب كل الطلاب بالجامعة على عملية استخدام المعامل والتعامل معها، فنحن بالجامعة لا ندري ان كانت المعامل صالحة للاستخدام أم ان اجهزتها قديمة ولا تساعد على إجراء الاختبارات بشكل سليم.
؟

أثر سيئ
يقول البروفيسور عماد محمد فضل العولي – عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة النيلين – انه ليس متابع للتجهيزات المعملية بالمدارس الثانوية ويضيف ولكن من الواضح ومن ممارسات الطلاب بالسنة الاولى جامعة مع المعامل يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هؤلاء الطلاب لم يتلقوا أي تدريب معملي بالمراحل السابقة ويذهب الى ان المدارس الثانوية تنعدم فيها المعامل وفقيرة من هذا الجانب وهذا له أثر سالب على مستقبل طلاب العلوم بصفة عامة، ويضيف لكي نتلافي الامر ادخلنا مادة جديدة تسمى (مهارات معملية) يتم تدريسها للطلاب الجدد بغرض تدريبهم على المهارات الاساسية التي لم يدرسوها بالمرحلة الثانوية ويضيف ففي الماضي كانت هنالك تجهيزات معملية كاملة ولكن للاسف لا توجد حالياً في معظم المعامل – اي انها ناقصة – ولا تؤدي الغرض من عملية الاختبار المعملي، واختتم حديثه متسائلاً: لماذا لا تكون هنالك رقابة على المدارس والمعامل التي توجد بها أن كانت هنالك معامل؟ ولماذا لا يتم تجهيز المدارس بكل ضروريات التعليم؟

مدير المعامل
ويذهب الاستاذ بكري عبد الرحيم – مدير شؤون المعامل بولاية الخرطوم – الى ان اسباب اختفاء المعامل يرجع الى ان هنالك كثيراً من المشاكل تواجه انشاء معامل جديدة او اكتمال الموجود منها فيما يتعلق بالصيانة والترتيبات اللازمة في هذا الخصوص، وعدد بكري مشكلات المعامل في سن العائق المادي الذي يحول من انشاء معامل جديدة وقال ذلك يرجع نسبة للتكاليف الكثيرة للمعمل من اجهزة ومعدات ومواد كيميائية وغيرها، ويضيف فالاخطر من ذلك فإن في كثير من المدارس يتم تحويل المعامل الى فصول دراسية او مخازن نسبة للضغط المتزايد على المدارس من كثافة الطلاب ولفقر المدارس وعدم مقدرتها على انشاء فصول جديدة وللاسف من اجل ذلك تتم التضحية بالمواد العلمية فيما يتعلق بالعمود الفقري للتعليم العلمي المتمثل في المعامل ويشير الى اهمية المعامل بالنسبة لطلاب المساق العلمي، ويضيف بأن غياب المعامل بالمدارس الثانوية يعني عدم فهم المادة العلمية بشكل مجمل فاساس المادة العلمية المعامل التي تسهل عملية فهم وتوصيل المعلومة بالنسبة للطلاب بالشكل العلمي السليم ، مبيناً ان المدارس الثانوية تفتقر للمعامل على الرغم من وجود قرار من المدير العام للتعليم بعدم تحويل المعامل لفصول دراسية وضرورة المحافظة عليها وتأسيسها من جديد حتى تكفي حاجة الطلاب المتزايدة سنوياً، ويضيف فهنالك ايضاً مشكلة تواجه المعامل تتلخص في عدم توافر الكادر البشري (فني المعامل) الذي يمثل الركيزة الاساسية في المدرسة لتدريب وتعريف الطلاب على التعامل مع الاجهزة والمعدات بالمعمل وكيفية التحضير السليم والتعامل مع المادة الكيميائية بداخل المعمل بشكل سليم وذلك لخطورة المادة الكيميائية على الطلاب بداخل المعمل فإن لم يستطيعوا التعامل معها بشكل سليم قد تسبب في كارثة بالنسبة للطلاب، ويضيف فلعدم توافر المعمل بالمدرسة وعدم فاعليته وبدون اجتهاد لضرورة انشائه يتم تحويل الكادر الفني لاي تخصص آخر بالمدرسة إلى تدريس المواد نظرياً، ولكي يستقيم حال التعليم العلمي فلا بد من ترتيب المعامل واعادة انشائها وصيانتها بشكل دوري وفرز المواد الضارة التي نفذت من جراء عمليات تخزينها لفترات طويلة ولعدم حفظها بشكل سليم يضمن صلاحيتها للاستخدام فلا بد من ابادتها حتى نتجنب خطورتها، وعزا عدم توافر الكادر الفني للبطء في عملية التوظيف من قبل الجهات المسئولة على الرغم من الحاجة الملحة لفنيي المعامل، ويشير الى أن احصائية فنيي المعامل في ولاية الخرطوم في جميع مدارسها لا تزيد عن نسبة (29%) ويشير «بكري» الى ان هنالك مخططاً معروفاً ومواصفات للمعمل ينشأ بها فمساحة المعمل (14 * 18) مساحة كلية للمعمل بما فيها غرف التحضير وباقي المعمل.
المصدر :الراي العام