عبد الجليل سليمان

جارٍ الرصد


[JUSTIFY]
جارٍ الرصد

إن أنسى لا أنسى، أنني أصبت متعة لا تضاهى، حين كنت أطالع عدداً قديماً من مجلة (تايم)، عدد يعود إلى نهاية 2010م، خُصص لاستعراض أبرز أحداث تلك السنة، ما أمتعني أن (تايم) قسمت الأحداث إلى (عشرة عشرة)، واستعرضتها بطريقة مختزلة ومكثفة مدعومة بمعلومات دقيقة وخيال خصيب، وسردتها بأسلوب قصصي رائع، وصنفت تايمز ما أسمتها بأبرز القصص الخبرية للعام 2010م على النحو الآتي، زلزال هاييتي، تسريبات ويكيليكس، أزمة عمال منجم تشيلي، فيضانات باكستان، كأس العالم في جنوب أفريقيا، إلى أن وصلت إلى المرتبة العاشرة التي خصصتها لــ(أزمة القمصان الحمراء في تايلاند).
ووضعت (تايم) عشرتها الثانية تحت عنوان (أكثر ١٠ أحداث) تم تناولها بشكل مبالغ فيه)، وأولها رصد الصحافة لتحركات سارة بالين المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، يليها زفاف تشيلسى كلينتون ابنة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل وهيلاري كلينتون، والتغطيات الصحفية لأنشطة (كرستين أودونيل) مرشحة حركة (حفلة الشاي) في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.
أما أبرز العشرة الثالثة فكانت لأبرز التصريحات، حيث احتل تصريح المرشح الأمريكي الجمهوري الخاسر في انتخابات الرئاسة جون ماكين (لا أعتبر نفسي أبداً نعجة). رافضاً رمزه الانتخابي في ٢٠٠٨ في المركز الأول، كما جاء في القائمة قول توني هايوارد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة (بريتش بتروليم)، تعليقاً على فشله في احتواء أزمة التسرب النفطي الكبرى في خليج المكسيك: “أتمنى أن يعود بي الزمن للوراء”، كما جاء ضمن القائمة قول الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، معلقاً على اتهام إدارته بالفشل في إدارة أزمة إعصار كاترينا: إنها من أكثر اللحظات المثيرة للاشمئزاز فى فترة ولايتي الرئاسية. كما أبرزت القائمة اعتذار البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان عن الاستغلال الجنسي للأطفال من قبل بعض القساوسة بالكنيسة الكاثوليكية، قائلاً: إن أعظم اضطهاد للكنيسة لم يأتِ من أعداء بالخارج، بل جاء بفعل خطيئة ارتكبت بداخل الكنيسة، فضلاً عن قول الرئيس الأمريكي باراك أوباما: (لا أستطيع أن أمضي عمري بأكمله لاصقاً شهادة ميلادي على جبهتي)، في رد منه على الشائعات المتكررة التي تلاحقه، والتي تتهمه بأنه ليس أمريكي المولد، كما تعتبره مسلماً.
ومع شروع العام 2013م في (تستيف عفشه) إيذاناً بالرحيل، نطمح نحن الصحفيين بين ظهراني الخرطوم، أن نرصد مئات القصص الخبرية الرائعة والمأساوية التي شكلت المشهد القائم الآن، ونطمح أن نوثق لالآف التصريحات العبثية (التراجو كوميدية) التي أطلقها سياسيون بارزون هنا في الخرطوم، وفلدينا حصيلة وافرة من الأزمات التي تماثل (أزمة القمصان الحمراء)، ولدينا مسؤولون أقل شأناً وأخفض إنجازاً من (كرستين أودونيل) ولدينا أحزاب تعتبر حركة (حفلة الشاي) أقوى عضداً منها وأكثر جمهوراً، أحزاب (الفكة) التي سمحنا لها في الصحافة بمساحات واسعة لا تستحق (واحد على ستطاشر) منها، ولدينا مرشحون برموز انتخابية ذات دلالات عظيمة، لكنهم لا ينفذون (مثقال حبة خردل) منها، ماأن تطأ أقدامهم البرلمان، وكأنهم يعتبرون ناخبيهم قطيعاً من النعاج، ليس بينهم من يشبة نعجة (جون ماكين).
الحصة الأولى: ستكون يوميات الخرطوم الأولى (على العالم)، لو تركوها ترصد ما حدث في 2013م بنزاهة وحرية وشفافية، فما حدث مؤلم بحق.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي