[JUSTIFY]قبل ان تحط الطائرة التى تقل وفد المؤتمر الوطني برئاسة بروفسيور ابراهيم غندور في مطار كنانة، كان بعض اهل النيل الابيض يتجاذبون الحديث حول الاموال التى تصرف على المؤتمرات العامة للحزب الحاكم، وهل هي من اموال الشعب التى تديرها الدولة اما انها اموال الحزب الحاكم؟ وبدا واضحا ان ذاك النقاش استمده اولئك المواطنون من حديث حركة الاصلاح الآن الذي نشر في الصحف صبيحة يوم انعقاد مؤتمر بحر ابيض، وقطعاً وصلت معلومات ذاك الخبر عبر المواقع الاسفيرية، وربما هذا الحديث الذي سبق الجلسة الافتتاحية هو الذي جعل نائب رئيس المؤتمر الوطني بروفيسور ابراهيم غندور يتحدى من اطلق تلك الاحاديث، وطالبهم بأداء القسم على حديثهم ذاك، مؤكداً أن جميع الأموال التى تصرف على المؤتمرات الخاصة بالحزب الحاكم هي من عضوية الوطني التى وصلت الى الملايين، وخلاف نفي ذاك الخبر بدا نائب رئيس المؤتمر الوطني اكثر ارتياحاً من مشاركته في مؤتمر بحر ابيض التى تربى فيها ونهل منها الكثير، وارسل غندور من خلال مخاطبته للمؤتمر الكثير من الإشارات، وبعض تلك الاشارات طمأن به انصار الوالي الحالي يوسف الشنبلي حينما قال انه استطاع توحيد اهل الولاية على مشروعات التنمية متناسين بذلك الجهوية والقبيلة، وربما اراد غندور بذاك الحديث ان يقول ان الشنبلي ربما يعود حاكماً مرة اخري للولاية للاستمرار في مشروعاته التى بدأها على كل الاصعدة، بيد ان غندور عاد ليرسل اشارة اخرى جعلت منافسي الشنبلي يشعرون بالارتياح العميق، لفهمهم شفرات تلك الاشارة بأن الوالي القادم سيكون واحداً من الاربعة الذين اختارهم المؤتمر العام، واستبعاد الوالي الحالي يوسف الشنبلي وترجله عن الحكم كما ترجلت العديد من قيادات الحزب على مستوى المركز، وعلى رأسهم النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه ونائب الرئيس، د. الحاج آدم ود. نافع ود. عوض الجاز وغيرهم من القيادات التى بدأت مسيرة الانقاذ منذ سنواتها الاولى، وكانت تلك الاشارة الثانية التى بعثها غندور باحتمالية ابعاد الشنبلي وان كان ضمن قائمة الخمسة، فيما بدا نائب رئيس الحزب مطمئناً إلى مسيرة التنمية في ولاية النيل الأبيض، وقال إنها شهدت تطوراً ملحوظاً ان كان في تنمية البشر او تنمية الحجر، مؤكداً استمرار الشراكة مع الاحزاب السياسية المختلفة حتى بعد انتهاء الانتخابات، واتفق ممثل الأحزاب السياسية دكتور صالح محمد على مع بروف غندور في جزئية التنمية التى شهدتها الولاية، وقال إن الولاية في فترة الشنبلي شهدت توحد كل الاحزاب ولم تشهد خلافاً فيما بينها، مشيراً الى ان الخلاف دائماً يبقي على كرسي السلطة، وهذا يأتي بالحوار. وارسل صالح اشارة للحركات المسلحة والاحزاب المعارضة بضرورة الاتفاق على الحوار حتى تستمر التنمية في كل انحاء السودان، وختم قائلاً إن المخرج للسودان هو الحوار، ثم كبر ثلاث وقال: «عاش أبو هاشم»، والي النيل الابيض يوسف الشنبلي بدا اكثر ارتياحاً وهو يرى النظام الدقيق للمؤتمر العام والقاعة «المصنوعة» تمتلئ عن آخرها بعضوية المؤتمر الوطني، وقدم سرداً مختصراً للتنمية التى نفذت في ولايته خلال الفترة الماضية، وقال انهم في حكومة الولاية يشعرون بالارتياح لتنفيذ البرنامج الانتخابي الذي قدموه للمواطنين في الانتخابات الماضية، مشيراً إلى تحقيق أكبر نجاح في مجال الخدمات التى تمثلت في مياه القري والارياف والمدن، وكذلك الطرق والصحة والدعم المستمر للمناشط الرياضية التى جعلت احد فرق الولاية ضمن الدوري الممتاز وفريقاً آخر في التأهيلي، وأكد الشنبلي رضاءه التام عما قدموه خلال الفترة الماضية، مبدياً شكره لكل من شاركوه في هم الولاية من معتمدين ووزراء، وقال ان الطاقم الذي عمل معه قدم كل ما طلب منه لتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين، مؤكداً ان تنمية واستقرار النيل الابيض تعني تنمية السودان، وبدا الشنبلي متفاخراً بانطلاق الثورة المهدية من الجزيرة ابا، وقال ان في تلك الفترة كانت حدود السودان هي ذات حدوده الحالية واضاف قائلاً: «ما تقولوا لينا في انفصال». واعلن الشنبلي باسم ولايته ترشح رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير لدورة رئاسية جديدة، وما جعل الشنبلي اكثر ارتياحاً هو الحراك السياسي الذي تشهده الولاية على الرغم من الحديث حول القبلية بأنها تنتشر في الولاية، فيما اكد الشنبلي ان «مرض» القبيلة تعاني منه كل ولايات السودان، الا انه قال انهم استطاعوا السيطرة على هذه القبلية في النيل الابيض حتى لا تفسد مشروعات التنمية التى تشهدها، واكد انه حتى تنتهي فترة تكليفه لن يلتفت الى الجهوية او القبلية باعتبارها مرض السودان، وقال انه يعمل بتنمية متوازنة في كل انحاء الولاية دون الالتفات الى الانتماءات الضيقة، وقال ان هناك قرى بعيدة كانت تعاني من شح المياه والآن توفرت لهم هذه الخدمة وغيرها من الخدمات، مشيراً الى ان ولايته شهدت استقراراً كبيراً في الامداد الكهربائي بعد انشاء خطوط تصل الى «1033» كيلومترات، والآن الولاية من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها تتمتع بالكهرباء، مشيراً الى تحويل العديد من المدارس من قشية الى مواد ثابتة، الى جانب إكمال الكتاب المدرسي والاجلاس وغيرها من ضروريات التعليم.
إذن النيل الأبيض الآن اختارت مرشحيها الخمسة ورفعت أسماءهم للمركز، ليبقى انتظار تحقق اشارات بروفيسور غندور في المرور او التوقف بالنسبة للشنبلي، وإن كانت الأخيرة فالرجل قال إنه رهن الإشارة في أي وقت يطلب منه حزبه ذلك.صحيفة الانتباهة
جعفر باعو
ت.إ[/JUSTIFY]