مصطفى أبو العزائم

الدولارات المفخخة ..!

[JUSTIFY]
الدولارات المفخخة ..!

«واشنطن» تعرف أثر المال على ضعاف النفوس، لذلك يظل هو دائماً (وسيلتها) المثلى لتجنيد من ترى أنهم قد يفيدونها في جمع المعلومات الاستخباراتية عالية الأهمية، لذلك لم يكن مستغرباً أبداً أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن رصدها لمبلغ خمسة وعشرين مليون دولار جائزة لمن يقبض على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أو يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. وقد عدت الادارة الأمريكية ذلك أمراً مهماً في ما تسميه بالحرب على الارهاب.

مكتب الأمن الدبلوماسي، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية دفع- بالفعل- أكثر من مائة مليون دولار في مقابل القبض أو التخلص من ستين شخصاً، منذ أن تم اعتماد ما يسمى ببرنامج جوائز العدالة في العام 1984م، وكانت أكبر جائزة حسب ذلك البرنامج والبالغ قدرها ثلاثين مليون دولار، قد تم دفعها للشخص الذي أدلى بمعلومات حول «عدي» و«قصي» نجليَّ الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» في العام 2003م.

تظل رأس زعيم القاعدة، الشيخ أسامة بن لادن حتى الآن، الأعلى سعراً من بين رؤوس المطلوبين لدوائر الأمن الأمريكية، ولا يساويها إلا رأس نائبه أيمن الظواهري الذي رصدت الحكومة الأمريكية مبلغاً مماثلاً- خمسة وعشرين مليون دولار- لمن يدلي بأي معلومات قد تؤدي إلى القبض عليه.

الدولارات الأمريكية في مثل هذه القضايا، تكون عادة مفخخة، وخادعة و (مضرجة بالدماء) وقد لا يهنأ بها من حصل عليها نتيجة الخيانة، التي يسميها البعض (الجريمة الكاملة) لكنها ليست جريمة كاملة لأن الهواجس والخيالات والأشباح تظل مسيطرة على عالم الخائن الثري، وربما لاحقته جرائم أخرى ما كان في حسبانه أنها ستتكشف للناس، مثلما حدث يوم أمس السبت، في «بيشاور» بباكستان، عندما وجهت السلطات هناك تهمة القتل العمد والتزوير إلى الطبيب الذي ساعد وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي. آي. إيه) في العثور على أسامة بن لادن، إذ قال مسؤول حكومي حسب وكالة «فرانس برس» الاخبارية إن ملاحقات بالقتل والتزوير بدأت هذا الاسبوع ضد «شكيل أفريدي» بعد أن أتهمته إمرأة بقتل طفلها.. وقد أكد محامي الطبيب أفريدي صحة التهمة. وكانت سيدة من إقليم خبير بالمناطق القبلية قد إتهمت «أفريدي» بقتل إبنها «سليمان» عام 2007م بعد أن أجرى له ثلاث عمليات لاستئصال الزائدة الدودية، لكنه توفى في العملية الثالثة.

تهمة الاحتيال وجهت لـ«أفريدي» لكونه ليس طبيباً جراحاً، وكان عليه الا يجري العملية.

حقيقة لا نعرف (الدور الأمريكي) في هذه الاتهامات، ولا نعرف إن كان «أفريدي» قد قبض ثمن الخيانة.. أم أن كل الذي حدث هو تقديرات السماء لمن لم يحفظ حق (العيش والملح).. الله ورسوله أعلم.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]