عبد الجليل سليمان

ضد العنف.. سلام أيتها المرأة

[JUSTIFY]
ضد العنف.. سلام أيتها المرأة

يُعتبر مصطلح (العنف ضد المرأة) من المصطلحات الحديثة نسبياً، إذ دخل حيز الاستخدام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أواستثنائي تجاه النساء، على خلفية جندر الضحية كدافع رئيس لارتكابه، وتفصيلاً عرفته الأمم المتحدة بأنه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس النوع، والذي يتسبب للمرأة بإيذاء جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل المصطلح التهديد بهذا الاعتداء أوالضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء في الحياة العامة أو الخاصة، بينما مضى الإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 م، بأن هذا النوع من العنف قد يرتكبه كلا الجنسين أو أعضاء في العائلة أوالدولة نفسها.
لكل ذلك تواطأ المجتمع الدولي على اعتبار الخامس والعشرين من نوفمبرمن كل عام، يوماً عالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ويخصص هذا اليوم لحث الحكومات بتبني تشريعات وقوانين تكافح هذا النوه من العنف بكافة أشكاله، وفي السودان لا زال الأمر يمضي ببطء شديد رغم التزام الدولة بالمبادئ والأهداف والحقوق المنصوص عليها في الدستور الانتقالي ودساتير الولايات التي تعزز حقوق المراة ومحاربة العادات الضارة التي من شأنها إهدار كرامة المرأة وإضعاف مكانتها، وقد أقرت الدولة بأن العنف ضد المرأة والطفل يمثل عقبة كؤوداً أمام المساواة والتنمية والسلام وانطلاقاً من تلك المفاهيم أنشئت وحدة لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل بقرار وزاري في نوفمبر 2005م.
ولأن التشريعات وحدها ليست كافية ما لم تُحمل على آلية تنفيذية فاعلة، تعتمد على قاعدة معلومات دقيقة وتفصيلية ودراسات وبحوث علمية تساعد في مراجعة وتفعيل تلك التشريعات، حتى تكون ذات جدوى وثمار، فإننا نأمل من حملة يوم غد الإثنين، التي ستأتي على خلفية مقررات وتوصيات مؤتمر البحيرات، تحت شعار (عدم السماح بأي حالة عنف الآن)، ألا تنتهي بمخرجات الورش والسمنارات المصاحبة، وأن تتم متابعة ورصد كافة حالات العنف ضد المرأة والطفل وملاحقة مجترحيها عبر توعيتهم وإصلاحهم أولاً، ثم تنفيذ العقوبات المنصوص عليها بحقهم بصرامة وجدية تامتين.
على كل فإن مبادرات كثيرة ينبغي تمثينها والبناء عليها، منها زيادة عدد أفراد الشرطة النسائية في دارفور التي تشهد عنفاً متزايداً ضد المرأة والطفل، وإنشاء لجان لمكافحة هذا العنف، وإشراك طلاب وطالبات المدارس في هذه الحملات التوعوية، وتوفير خدمات الرعاية النفسية والاجتماعية والقانونية لتحقيق الهدف الإستراتيجي من كل ذلك.
هنالك جانب مهم، أشارت إليه مدير وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الدكتورة عطيات مصطفى في تصريحات صحفية سابقة، وهو إشراك أئمة المساجد ورجال الإدارة الأهلية في حملات مناهضة العنف ضد المرأة، وتأتي أهمية ذلك في أن هذين الفسطاطين يتمتعان بنفوذ روحي وسلطوي كبير وسط المجتمعات المحلية، وكلما كانا داعمين لهذا العمل المجيد كانت نتائجة أفضل، وينبغي هنا عدم إغفال فضائين فاعلين هما الإعلام والمجتمع المدني، فبدونهما لن تمضي الأمور كما يتوقع لها.
بعد غد، سنحتفل جميعاً باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتمنى لنساء السودان والعالم كله أن يتمتعن بحياة خالية من الانتهاك والتجني والعنف، وكل سنة وجميع النساء في أمان وسلام.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي