صلاح الدين عووضة

الشحادون..!!!


[JUSTIFY]
الشحادون..!!!

ü حين (يتراشق) صحافيون فيما بينهم لا يترك (علماء السلطان!!) آية أو حديثاً أو قولاً مأثوراً فيه نهيٌّ عن ذلك إلا ضمنوه (بياناً عاجلاً) لهم..

ü ولكن حين يفعل سياسيون- في زماننا هذا- ما هو أفظع من ذلكم يلزم العلماء هؤلاء الصمت بما فيهم (عبد الحي يوسف!!)..

ü حين يكون الأمر متعلقاً بتعامل المواطنين بالربا- كأفراد- يتذكر علماؤنا المذكورون آيات الربا في القرآن كافة تحذيراً للمواطنين هؤلاء من أن يقوموا يوم القيامة (….. كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)..

ü ولكن عندما تتعامل الحكومة- ذات شعارات (الدين!!)- بالربا ذي الفوائد (المليارية!!) ويجيزه البرلمان يبدو كل عالم من هؤلاء وكأنه نسى آيات الربا هذه مع استحضار للآية القائلة: (…. وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ..)..

ü حين تتخطى ركشات (التكُتُك) حدود ما هو مسموح لها بالسير فيه من شوارع جانبية لـ(تقدل) في الطرق الرئيسية يجتمع علماؤنا (الأفاضل!!) ليخرجوا علينا ببيان يقولون فيه إن هذا (حرامٌ، حرامٌ، حرام!!)..

ü ولكن عندما (يفحِّط!!) أبناء بعض المسؤولين بـ(الفارهات) في شارع النيل- ليلاً- مثيرين قلق كلٍّ من شرطة المرور والمواطنين يُصاب ذوو الأصوات (الجهيرة!!) من العلماء بالخرس فلا نسمع لهم (حساً)..

ü حين يموت (أشخاص!!) من أنصار مرسي- بمصر- خلال التظاهرات يستهل علماؤنا (الأجلاء) بياناتهم الغاضبة بآية (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ) ويختمونها بحديث (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق)..

ü ولكن عندما يموت (مئات!!) أثناء تظاهرات مماثلة- تحت سمع وبصر العلماء هؤلاء- فإن (الطناش) يكون هو سيد الموقف..

ü حين كانت أجهزة الاعلام- المرئية والمسموعة- لا تزال تردد أغنية (القبلة السكري) لعثمان حسين صاح علماؤنا (الغيورون): (أعوذ بالله، هذا فسق) فأوقفت الأجهزة بث الأغنية هذه و (غيرها) خوفاً من وصمها بـ(الفسوق)..

ü ولكن عندما ضجت الساحة الغنائية الآن بأغنيات (إباحية عديييل!!)، وأخرى من شاكلة (قنبلة) و (سنتر الخرطوم) و (حرامي القلوب تلب) بدا كل واحد من العلماء هؤلاء وكأنه (سدَّ هذه بطينة والأخرى بعجينة)..

ü حين وصف (أحدهم!!) أفراد الشعب السوداني بأنهم كانوا (شحادين!!) قبل مجيء الإنقاذ لم يقل له عالمٌ من هؤلاء: (يا شيخنا، عيب كده)..

ü ولكن عندما يقول وزير المالية- إبان كل أزمة يلازمها إرتفاع مهول في قيمة الدولار- أن (فلوساً كتيرة جايَّانا من برَّه) فإن العلماء هؤلاء سوف يصيحون في وجه أي كاتب منا يشير إلى (الشحدة الرسمية!!) بأن (عيب كده)..

ü وبالمناسبة؛ وزير المالية هذا في (قطر!!) الآن ومعه محافظ البنك المركزي في زيارة (غير معلنة) على ذمة الزميلة «المجهر السياسي»..

ü فإذا كان الغرض من الزيارة (السرية) هذه ألا نعود (شحادين!!)- كمواطنين- مرة أخرى فمرحباً بها!!!!!
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة