يا تلفزيون دارفور.. يا..
أمس فقط عرفت كثيراً عن إذاعة دارفور… فقد زرت مبانيها مع الأخ مديرها أبوعبيده بدوي.. وتعرفت على بعض شبابها من الإعلاميين.. وشاهدت استديوهاتها فعرفت إنها تجربة رائدة لم أكن منتبهاً لها.. فهي تعمل منذ سنتين بالتمام والكمال.. ولعل السبب الأول إنها إذاعة تخص أهل دارفور وتستهدف المستمعين هناك.. لذلك لا يمكن الوصول إليها إلا من هناك.. من المدهشات إنها إذاعة تعمل طيلة اليوم 24 ساعة وتنتج تقريباً عشر ساعات يومياً .. تتناول الخبر والتعليق والبرامج التفاعلية والمباشرة و كل ما يخص دارفور.. وعرفت أنها حظيت بنسب إستماع عالية..
وهي لا تهمل الشأن القومي وتتيح حيزاً للمنوعات بنسبة مقدرة لذلك كانت خدمتها جاذبة ومؤثرة.. عادت بي الذاكرة إلى مقال كتبته قبل سنوات عن تلفزيون دارفور الذي جاء في كلمات ساخرة في مقال لكاتب مصري.. وبحثت عن المقال حتى عثرت عليه وهذه مناسبة لإعادة نشره مجدداً من وحي زيارتي واكتشافي لهذه الإذاعة ولأنه يستحق..
المقال بعنوان ياتلفزيون دارفور يا.. ونشرته بصحيفة الصحافة.. وكان تاريخ نشره الخميس 15 محرم 1426 ه الموافق 24 فبراير 2005 في العدد رقم (4211) وقلت فيه:-
الناقد الفني المصري الساخر(محمد بغدادي) انتقد أداء المذيعين والمذيعات في التلفزيون المصري.. واسماهم مذيعي(ختم النسر) المهم في آخر مقاله الساخرقال منتقداً استعانة التلفزيون بخبراء أجانب كمذيعين.. قال: (لابد من إعارة
بتوع ختم النسر الى تلفزيون دارفور)
ولا أدري هل هو يعلم بأنه لا تلفزيون في دارفور.. أو يرى ان(دارفور) بعد صعود اسمها الى صدر نشرات القنوات الفضائية لابد أن يكون لديها (تلفزيون)!؟
وإذا تجاوزنا سخرية بغدادي ألا يعتبر ذلك حقاً تقصيراً.. لماذا لم نفكر في هذا الأمر.. أن ننشيء جهازاً إعلامياً لعرض قضايا وأخبار دارفور ولو كان قناة فضائية انظر كم ستكون ناجحة ؟ وكم ستكون مفيدة على عكس الواقع؟ بل في التعريف بكل السودان عبر دارفور وقناتها الفضائية.
لقد درجنا على تخصيص برامج عن دارفور.. واصبحت تلك مهزلة.. فيكفي أن تكون دارفورياً لتغني وتقرر وتحكي وتتفلسف… لقد اثرى بعض الإعلاميين من الثرثرة الجوفاء التي يبثونها عن دارفور.
ورغم أن الفنان(عمر احساس) أول من تغنى بدارفور بأغنيته الشهيرة درافور بلدنا.. إلا أنهم لم يحرضوه أو يساعدوه.. أو يمولوا له عملاً عن دارفور ولديه أغنية (ازوم) التي كتبها المتفرد «عالم عباس» كان يمكن تبنيها والعمل على انتاجها بميزانية كبيرة بحيث تقدم تراث دارفور الراقص والتشكيلي وذلك عبر فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.
تلفزيون دارفور نكتة أطلقها(محمد بغدادي) عبر بابه قضية فنية في مجلة صباح الخير لكنه(هبش) وتراً حساساً.. ونبه الى غيابنا وتقصيرنا الإعلامى.. ولكن (مافات شيء).. فهل نطمع في أن نشاهد قناة دارفور الفضائية !
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]