الطاهر ساتي

جهاز المغتربين … تعقيب ..!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]جهاز المغتربين … تعقيب ..!![/ALIGN] ** مقال الثلاثاء الفائت : جهاز استنزاف العاملين بالخارج ، أثار شجنا كثيفا في قطاع المغتربين ، حيث امتلأ البريد بحزم التعقيب ، فليكن تعقيب الأخ الأستاذ سليم عثمان ، زميلنا الإعلامي بالعاصمة القطرية الدوحة ، لسانا لحالهم .. فأهلا به .. وإليكم نص رسالته ..!!
** « الأخ : الطاهر .. تحياتي .. هذا الجهاز الموسوم باسمنا «جهاز السودانيين العاملين بالخارج » لم يعد مواكبا للاحداث الاقتصادية التي تعصف بالعالم كله .. لم يسمع عن نوايا دول الخليج بالاستغناء عن اكثر من مائتي ألف وظيفة بنهاية العام الجاري بسبب الأزمة الاقتصادية نفذ منها حتي الان قرابة ربع العدد المطلوب ..ما زال يحسب ان المغتربين خاصة المهنيين منهم ما يزالون كأبقار «الفريزين» الهولندية يمكن ان تحلب في اليوم مرتين أوثلاث ..وما دري أن بعض هؤلاء حتي من الاطباء ، دخل الي المملكة العربية السعودية بتأشيرة «راعي» ولم يستطع الفكاك منها وبعض المهندسين ورجال الاعلام لا يتجاوز راتب الواحد منهم ما تتحصل عليه بائعة فول سوداني في شارع الجمهورية او فتي تسالي في مباراة قمة باستاد الخرطوم ..سافر معظمنا وتغرب عن بلده لاسباب معروفة وقلة منا استطاع تحقيق الفوائد الخمس التي اشار اليها الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ..!!
** نعم قلة منا حقق ما كان يحلم به ، قبل أن يبدأ جهازنا العجيب يقتطع من كل شخص ركب طائرة أو باخرة وعاش خلف البحار ولو لأشهر ..هنا عرفنا قطوعات فاقت قطوعات الكهرباء في موسم الدميرة .. ضرائب وزكاة وبطاقة خدمة وطنية « تدفع حتي لو جاء المغترب الي السودان كل اسبوع وهي في حدود 65/70 ألف جنيه» ..ودفعوا لترعتي الرهد وكنانة ولا ندري ان تم انجازهما ام اصبحتا مثل الحفر التي حفرها الصافي جعفر في مشروع سندس الزراعي ..؟؟..وأخشى أن يفرض الجهاز علينا رسوما لدفنها ..ودفعنا للتلفزيون وكان بامكاننا مشاهدة اكثر من الفي فضائية من كل لون مجانا .. الا ان الجهاز كان حريصا علي ربطنا وابنائنا بالوطن أناء الليل واطراف النهار برسوم المشاهدة ..وعلي فكرة لست من منتقدي الفضائية السودانية لاني واحد من ابنائها فقط احاول تبيان ما دفعه المغتربون من اموال لها دون ان نري مردودا في الصورة والمادة خاصة تلك التي توجه لقطاع المغتربين ..!!
** ودفعنا لطريقي شريان الشمال والانقاذ الغربي ..ودفعنا لنداء الجهاد والجريح والشهيد ..ودفعنا وما نزال ندفع رسوما تسمي الخدمات ..ولو اكرمكم الله وزرتم الجهاز المسؤول عن جباية فلوسنا لوجدتم نظير كل ما ندفع للخدمات هناك حافظة واحدة للمياه لا تجد فيها بعد الثامنة صباحا نقطة ماء .. ولن تجد حتى قلما مربوط بخيط علي الشباك الذي تملا فيه استمارات الجباية المختلفة ..أما مطعم الجهاز فالقطط تشاركك المائدة ، ولا ادري لماذا لم يفكر الجهاز حتى الآن في فرض رسوم علينا لإطعام تلك القطط ..!؟..جهازنا يا ساتي مع امينه العام الجديد ما زال يسير علي ارث السلف الصالح ..ندفع بالدولار في الجامعات وندفع بذات العملة لابنائنا في السكن والدراسة وفي كل خدمة تقدم اليهم ..تخيل يخصم من النسبة التي يتحصلون عليها وفوق ذلك عليهم الدفع بالعملة الأجنبية ..والزكاة تؤخذ من اناس هم انفسهم بحاجة الي من يزكي عليهم ..!!
** جهاز المغتربين يبتدع من الرسوم ما شابت له رؤوسنا ..واعرف بعضا حرموا انفسهم واولادهم من زيارة السودان خوفا من الوقوف امام موظفي وموظفات الضرائب ..ليس هناك مغترب في الدنيا يعاني مثل ما نعانى ..هل يدري جهازنا كم ايجار الشقة في ضواحي الدوحة او الرياض او دبي او الكويت او عمان ..؟..هل يدري شيئا عن رسوم دراسة الابناء بل هل يعلم كم بلغ كيلو الطماطم في هذه المهاجر ..؟..هل يعلم كم بلغت تذكرة السفر علي متن السودانية ناهيك عن الخطوط الاخري..؟؟..هل يعلم الجهاز التزامات المغتربين تجاه اسرهم الممتدة ..؟.. ومن العجب انهم يريدون انشاء جامعة باسمنا في اخر ابتكار لنهب جيوبنا التي اصبحت خاوية علي خيوطها البالية ..لماذا جامعة باسمنا ولماذا تمييز ابنائنا .؟..اليس من اجل الدرهم والدينار والدولار والاسترليني ..؟..لقد ولي الزمن الذي كان فيه المغترب قادرا علي ان يدفع في كل مشروع تنموي وغير تنموي ..لم يعف يوما من دفع جمارك جهاز راديو يحمله لنفسه ولاهله ..شكونا لطوب الارض ظلم الجهاز والعاملين فيه ، حتي اصبحنا ابقارا عجفاوات لا البان ولا لحم ولا حتي جلد او شعر يكسونا ..فهذا الجهاز مذل لنا ولكرامتنا يجب حله عاجلا ..ونطالب مجلس الوزراء بان يحله رحمة بنا .. ولا نمانع نحن المغتربون ان يدفع كل واحد منا مائة دولار أو أكثر « كرامة للحل » .. وشكرا أخى ساتى لمقالك الذي اثار فينا – معشر المغتربين – الكثير من الشجن والمرارة .. أخوك : سليم عثمان ، الدوحة ، قطر » ..!!
** من إليكم : شكرا لك أستاذ سليم ، وليكن تعقيبك هذا إضافة لما سبق ، وليكن كل هذا بمثابة نداء نأمل أن تسمعه وزارة مجلس الوزراء و تتحرك تجاه هذا القطاع تحركا إيجابيا يخفف عليه بعض رهق الحياة و العيش الكريم ، إذ ليس من العدل أن تدع وزارة مجلس الوزراء جهازا كهذا بلا رقابة أو ضوابط ، بحيث يفرض ما يشاء من الرسوم بلا مقابل ..فهل تسمعنا وزارة مجلس الوزراء ..؟.. نأمل ذلك … ساتي
إليكم – الصحافة الخميس 12/02/2009 .العدد 5613
[/ALIGN]