الزرقة المستعارة تسبب الطلاق
هل من الممكن أو الوارد أن شخصا يختار امرأة ما زوجة لأن أنفها صغير ومدبب، أو لأن أذنها مستديرة وخالية من النتوءات الطبيعية والمألوفة، أو لأن أصابع يدها رفيعة ومتناسقة؟ الإجابة هي نعم،.. نعم يحدث ذلك بمعنى أن الجمال عنصر مهم في اختيار الرجل لشريكة الحياة ولكن هناك من يهمهم في أمر شريكة الحياة فقط مظهرها العام أو تفاصيل وتضاريس جسدها، وفي تقديري فإن الرجل الذي يختار امرأة زوجة لأن مقاس قدمها 37 أو لأن أسنانها مستقيمة وبيضاء، من دون النظر في جوهرها أي أخلاقها وعقلها.. الخ، يريد لتلك الزوجة أن تكون مزهرية، أو تحفة أو قطعة ديكور يستمتع هو بالنظر إليها، ولأن الإنسان يفقد الكثير من ميزاته ومواصفاته الجمالية بمرور الزمن، فإن الزوجة التي يتم اختيارها بمعايير اختيار الأثاث تتعرض حتما للتفنيش بمجرد أن تفقد تلك الميزات والمواصفات، وهذا ما حدث للفتاة التي التقت بفتى الأحلام على شواطئ مرسى مطروح على البحر الأبيض المتوسط في مصر، وكانت عيناها زرقاوين، كماء البحر، ورآها شاب كان يحلم بالحب والزواج فهام بعينيها، وقرر أنها الفتاة التي كان يحلم بها،.. بعبارة أخرى لم يلفت انتباه الشاب إلى الفتاة، بل لم يهمه من أمرها إلا أن عينيها كانتا زرقاوين، وتقدم لخطبتها على الفور، دون أن يهتم بأي أمر آخر في شكل وعقل البنت، واستمرت الخطبة سنة كاملة أحس بعدها الشاب أنه لم يشبع من عينيها، فأكمل مراسيم الزواج على عجل، وانتهى حفل الزفاف وانفض السامر واختلى الشاب بعروسه التي كانت مجهدة وبدلت ملابسها، ثم… يا للهول! أخرجت شيئين من عينيها ووضعتهما في علبة.. فلم يأبه الزوج لكل ذلك واقترب منها ليستمتع بعينيها كما لم يفعل من قبل، وأمسك وجهها بكفيه برفق، ثم صدرت منه شهقة، مثل تلك الشهقة التي صدرت عن الفتاة المسكينة التي وجدتني داخل حمام نساء دخلته عن طريق الخطأ في إحدى المستشفيات في العاصمة السعودية، الرياض قبل نحو سبع سنوات، لاحظ الزوج أن عيني زوجته لم تعودا زرقاوين بل كانتا سوداوين، وطفق يصيح: مش ممكن.. حرام.. يا مصيبتي، يا لهو بالي!! جات الحزينة تفرح ما لقلتهاش مطرح!! هنا حاولت العروس أن تشرح له بهدوء أنها تستطيع أن تجعل عينيها زرقاوين مرة أخرى بوضع العدسات اللاصقة عليهما، ولكن ذلك زاد من حدة انفعال الزوج الذي ارتفع صوته بالصراخ: يا غشاشة يا خاينة.. تعملي فيا كده ليه؟ يا شماتة أبله ظاظا فيّا! فاكر نفسي اشتريت مرسيدس طلعت كيا!! ده كان مستخبيلي فين؟ أودي وشي فين لما الناس تعرف أن عيون مراتي مش زرقا؟ ياما تحت السواهي دواهي،.. معليش الحق مش عليكي.. الحق علي أنا اللي طلعت خُرُنق، واتجوزت واحدة عينها سودا وأنا فاكر أنها زرقا!! روحي منك لله يا مفترية يا ظالمة.. روحي إنتي طالق…وهكذا انتهت زيجة استمرت ساعتين كاملتين، ومن «الكوشة» إلى المحكمة حيث طالبت العروس بالنفقة ومؤخر الصداق بينما طلب الزوج من القاضي تجاهل مطالبها لأنها لجأت إلى الغش والخديعة.. ولا أعرف بم حكم القاضي، ولكنني باركت في سري للبنت الطلاق من ذلك الشاب الخرنق عن جدارة واستحقاق.. وقياسا على تلك الحادثة على الأمهات والآباء أن يبلغوا من يتقدمون للزواج ببناتهم عن الأضراس «المحشوةو وأن لون الشعر الأسود نجم عن الصبغة.. وأن الشامة (الخال) على الخد الأيسر مجرد لون (اشمعني السواد مطلوب في الشامة والشعر وكخة في العينين؟)، وذلك تفاديا لتهمة الغش والجرجرة في المحاكم.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]