رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : قول “يوسف” (2)

[JUSTIFY]لماذا يعتبر الوزير “ياسر يوسف” وفاء المؤتمر الوطني بالعهد وعدم نكوصه عن اتفاقية السلام وإجراء الاستفتاء في موعده والاعتراف بنتائجه إنجازاً تستحق عليه الحكومة المكافئة؟؟ ومكافأة مِن مَنْ ؟؟ اتهم المعارضون للإنقاذ المؤتمر الوطني بعدم الوفاء بالعهود والمواثيق حتى أن سياسياً في مقام مولانا “أبيل ألير” قد كتب عن الشمال متهماً إياه بالتمادي في نقض العهود والمواثيق، والإشارة هنا للعهود التي أبرمت مع الجنوب لا العهود والمواثيق الدولية، مع أن السيد “أبيل ألير” قد تجنى على الشمال كثيراً بتعميمه المخل، فالشمال ليس واحداً هناك شمال جغرافي وشمال سياسي فالشمال الجغرافي هو الرقعة التي أصبحت اليوم (السودان)، وتضم جبال النوبة ودارفور والجزيرة والنيل الأزرق والبحر الأحمر وكسلا، وهذه الجغرافية لم تحكم السودان يوماً حتى تنكص عن عهد أو تفي بوعد فكيف يجعلها “أبيل ألير” متمادية في النكوص عن المواثيق والعهود، وهناك الشمال السياسي الذي يحكم باسم السودان وباسم الشمال النيلي وهي الرقعة الجغرافية الممتدة من الخرطوم شمالاً حتى تخوم أرض المحس والسكوت. وهؤلاء حكم باسمهم دون أن ينالوا شيئاً. وباستثناء ما شهدته الفترة الأخيرة من مشروعات مصاحبة لسد مروي والجسور التي على النيل والطرق على الضفتين فإن هذه الرقعة من السودان هضم أبناؤها حقوقها كما هضموا حقوق الآخرين . وقول الوزير “يوسف” إن الوفاء بعهد يعد إنجازاً به تباهي حكومته وتفتخر لهو قول تجدنا معه على خلاف منهجي ومفاهيمي، وأكثر ما يثير حنق الوزراء وكبار القوم بمواقعهم أن يجهر أحد من العامة بالقول (اختلف معك)، هنا قد يضعك الوزير في مرتبة العدو المتربص أو غير المحبوب عنده، ولكن إنما تأسوا على الحب النساء كما قال إعرابي لعمر رضي الله عنه . وما كان أمام المؤتمر الوطني وحكومته خيار للنكوص عن استفتاء الجنوبيين ليقرروا مصيرهم في البقاء بالسودان بكل سوءات نظامه القديم أو الذهاب لسبيلهم من أجل تأسيس دولتهم المستقلة؟؟ فالاتفاقية التي نصت على هذه الحقوق لم توقعها حكومة السودان مع حزب متوالٍ معها مثل حزب الأمة الوطني ولا مع فصيل منشق عن حركة مثل فصيل “دبجو” والأسود الحرة.. ولكنها اتفاقية كان شهودها كبار العالم الذين جعلوا من أنفسهم ضامنين للاتفاقية.. بل إن الاتفاق الموسم باتفاق السلام الشامل تم اعتماده من قبل مجلس الأمن الدولي.. وما كان أمام الخرطوم خيار غير الوفاء بذلك العهد وإلا وجدت نفسها في مواجهة مباشرة لا مع الجنوبيين والحركة الشعبية ومليشياتها التي لا يمكن لها هزيمة القوات المسلحة في الميدان حتى لو قاتلت مائة سنة أخرى، ولكنها ستواجه مجلس الأمن والمجتمع الدولي.. أما هل يستطيع السودان هزيمة المجتمع الدولي .. تلك قصة أخرى فبعض من هم في غيبوبة السلطة وسكرتها يعتقدون حتى اللحظة أن السودان لاعب دولي كبير جداً وقوة تستطيع خوض حرب كونية جديدة؟!
إن انخفاض سعر الدولار سواء لأسباب اقتصادية أو سياسية لا يمثل نصراً للحكومة من أجله يباهي الناطق باسمها ويفتخر، وإلا اعتبر صعود سعر الدولار هزيمة تزرف لها السلطة الدموع وتخشى من نفسها .. وقد يرتفع سعر الدولار غداً .. وما بين الفرح الهستيري لهبوط الدولار من (9) آلاف إلى ثمانية آلاف وواقع السوق والأسعار الصاعدة يومياً مفارقات وطلاسم ينتظر أن (يفكها) خبراء الاقتصاد لا نشطاء السياسة !!

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]